راجح الخوري – صحيفة النهار اللبنانية
بشار الأسد لم يكن في حاجة إلى إطلاق رصاصة الرحمة على رأس مؤتمر موسكو الذي يفترض أن يعقد في 26 من الجاري كما أعلن ميخائيل بوغدانوف، معتبرا أن المؤتمر ولد ميتاً في اللحظة التي أعلن بوغدانوف أنه “سيعقد بمن حضر”، بدليل أن الذين سيحضرون هم مجرد كومبارس سياسي عند الأسد وحماته الروس، وأشار الكاتب إلى ما أعلنه الأسد في حديثه إلى صحيفة تشيكية بأن نظامه ذاهب إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، ورأى أن في كلام الأسد هذا حبكة بارعة كالقطبة المخفيّة في السجّاد العجمي، معتبرا أن هذه الأسس التي يتحدث عنها الأسد هي تحديداً تلك التي سمعها ستيفان دو ميستورا الأحد في 2 تشرين الثاني في دمشق التي هاجمته، لأنه ذهب إليها حاملاً مقترح المصالحة في حلب، فقيل له “إن الأولوية الآن لمكافحة الإرهاب ومن ثم العمل على الحلول، وإن المصالحة تعني تسليم المعارضة السلاح وعودة المقاتلين السوريين إلى كنف الدولة”، ويضيف الكاتب أنه إذا كان مؤتمر جنيف في مرحلتيه عجز عن وضع أسس حل يرسم خريطة طريق للانتقال السياسي، بعدما تولى لافروف تدميره على رأس جون كيري، متسائلا: فهل يمكن أن تنجح موسكو الآن في حل ينهي الإدارة الايرانية السعيدة للوضع السوري؟، وأنهى الكاتب مقاله داعيا دو ميستورا إلى أن يرتاح بجانب كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي!