في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، تقول الواشنطن بوست أن رئيس مجلس النواب الأمريكي بول دي ريان دعى، إلى إيقاف استقبال اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة، مشيراً إلى مخاطر ذلك على الأمن القومي بعد هجمات باريس.
وقال ريان بعد خروجه من اجتماع مغلق لمجلس النواب الجمهوريين: “لطالما كنا مرحبين، لكننا لا نستطيع أن نسمح للإرهابيين بالاستفادة من عواطفنا.” وأضاف قائلاً: “هذه هي اللحظة التي من الأفضل أن نكون فيها آمنين، بدل من أن تكون آسفين.”
وقال ريان أنه سيعمل مع زعيم الأغلبية كيفن مكارثي، لتشكيل مجموعة عمل تتألف من ستة رؤساء لجان رئيسية، للبحث عن سبل تساعد الكونغرس في معالجة أزمة اللاجئين، بالإضافة إلى الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات يوم الجمعة الماضي في باريس. وقال نواب جمهوريون إن تشريعات تخص معالجة هذه القضايا ستصل الى مجلس النواب لمناقشتها قبل نهاية هذا الأسبوع.
وقال مكارثي “عندما يتعلق الأمر باللاجئين يصبح علينا العمل بجهد أكبر، فهناك بعض الأمور لا يمكن أن تحل بين ليلةً وضحاها.”
ولم يحدد بعد موعد عقد الجلسات في مجلس الشيوخ للبت في قضية اللاجئين، وتشهد قاعات الكونغرس نشاطات كثيرة من كبار الجمهوريين للعمل بما يخص قضية اللاجئين، ومن بينهم السناتور جون كورنين، الذي أنضم للنواب الآخرين المناديين بوقف العمل ببرنامج اللاجئين، قائلاً: “إن الرحمة لهؤلاء اللاجئين أمر مهم، لكن حماية وطننا والحفاظ على أمن الشعب الأمريكي هو الترتيب الأول في العمل.”
وذكر بعض المشرعين الجمهوريين أنهم يريدون وقف أكبر تدفق للاجئين القادمين إلى الولايات المتحدة، بحجة أن الإرهابيين المحتملين والمتعاطفين مع الارهابيين قد لا يأتون من سوريا فقط.
وقال ريان:” من المهم أن يكون لدينا نظام للاجئين في الوقت الراهن، ونحن نحترم ذلك، لكننا بساطة نعتقد أن الحكمة لهذا البرنامج بالذات، وفي هذه الحالة بالذات، أن نكون أكثر حراسة ضد أي تسلل محتمل لعناصر تنظيم الدولة كلاجئيين من خلال هذا البرنامج.”
وقد ناقش معظم المشرعين الجمهوريين، يوم الاثنين الماضي، كيفية التصدي لبرنامج اللاجئين السوريين في مشروع قانون الإنفاق، والذي من المتوقع أن يتم إقراره قبل11 تشرين الثاني.
وأضاف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نونيز: “إن الهدف هو الحصول على تشريع مدروس في أقرب وقت ممكن خلال هذا الأسبوع”. نونيزهو في نفس الفريق، ويعمل جنباً إلى جنب مع رؤساء الأمن الوطني، القوات المسلحة، والشؤون الخارجية واللجان القضائية ولجنة المحاصصة.
تتابع الواشنطن بوست في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي، لتقول لقد بدأ بعض المشرعين، الذين ليسوا جزءاً من المجموعة، تشريعات خاصة بهم، وقال النائب راؤول لابرادور “أنه سيطرح مشروع قانون لتجريد الرئيس من سلطة لرفع الغطاء القانوني عن اللاجئين”.
لكن قادة الحزب الجمهوري يدركون أن التشريعات القائمة بذاتها، قد لا تجعله قانوناً، وذلك بسبب معارضة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ والرئيس أوباما.
وسيبقى التركيز على قدرة قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس في تخصيص بند يخص اللاجئين، ضمن قانون الإنفاق العام في نهاية العام، الذي سيساعد الحكومة، وهو النهج الذي من المرجح أن يحظى بدعم قوي من المحافظين.
ومن جهته طالب النائب لو بارليتا بأخذ المال من اللاجئين، لو بارليتا ،النائب عن بنسلفانيا، يطمح ليس فقط لوقف استقبال اللاجئين السوريين، بل وإعادة النظر في البرنامج العام والإعفاء من تأشيرة الدخول.
إن استخدام قانون الإنفاق العام، يمكن أن يواجه بعض المعارضة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وقال رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين :” “أنا لا أريد إيقاف الحكومة، وتساءل قائلاً:” ألا ينبغي أن نكون قادرين على الجلوس والاتفاق على شيء دون التهديد بإيقاف الحكومة ؟”
وقد حذر نواب ديمقراطيون من محاولة سحب إعادة توطين اللاجئين في الاعتمادات خلال نهاية العام، ووصفوه بالكارثة السياسية.
وقال النائب زوي لوفغرين، وهو عضو بارز في اللجنة الفرعية للهجرة اللجنة القضائية :” أن المتعصبين ضد اللاجئين يستخدمون مأساة باريس لدفع أجندتهم المعادية لللاجئين”، ويتساءل “هل يريدون أن تستقيل الحكومة؟ وما يفعلونه هو اللعب مع تنظيم الدولة الإسلامية”.
أما من جهتهم، فقد أعلن زعماء مجلس النواب الديمقراطية عن تأييدهم لموقف البيت الأبيض، وأن على الولايات المتحدة الاستمرار في استقبال اللاجئين السوريين، حتى لو كان لا بد من تعزيز معايير التدقيق.
أما النائب ويب ستيني هوير فقد قارن بين موقف الولايات المتحدة من اليهود الفارين من ألمانيا عام 1939، وبين وضع السوريين اليوم متسائلا : “هل هناك فرق؟ وأضاف قائلاً:” نحن بحاجة إلى أن نكون حذرين جداً، تجاه أي شخص يأتي إلى هذه البلاد، وخصوصاً في هذه الفترة.”
وأضافت عضو لجنة المخصصات نيتا لوي أنها تعتقد أن أوباما قد وأد أية جهود لبرامج توطين اللاجئين في البلاد في مهده، بعد التلويح بالفيتو فيما يخص اللاجئين السوريين: “وبمساعدة من الرئيس، أتوقع نجاح هذه الجهود “.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد الشامي