بعيداً عن سياسة التهجير والقصف والدمار، بعيداً عن سياسة العنف والتغيير الديموغرافي التي يتبعها رأس النظام “بشار الأسد” وحلفائه في سوريا، بعيداً عن العادات والتقاليد والمشاعر الدينية التي دخلت إلى المناطق السورية بشكل عام ودمشق بشكل خاص. نجد هناك الكثير من الأمور الخفية التي تحدث من تحت الطاولة “عملية تصريف وبيع المخدرات في السوق السورية”.
دخلت المليشيات الإيرانية والقوات الروسية إلى الأراضي السورية بعد أن قام رأس النظام “بشار الأسد” باستقطابها إلى سوريا منذ بداية الثورة بهدف قمعها وإعادة فرض سيطرته بالقوة على سوريا كما كانت في السابق، لكن هذه الميلشيات لم تحمل معها سوى المصائب التي تقع على رأس المواطن السوري على وجه الخصوص، ومن ضمن ما حملته معها هو استغلالها السوق السورية لتصريف وبيع منتجاتها من المخدرات التي تقوم بإنتاجها سنوياً، حيث وجدت هاتين الدولتين في موقع سوريا الاستراتيجي ملجأً لها وسوقاً واسعاً أمامها لتنتج الكميات الأكبر من هذه المخدرات وبيعها في السوق السورية.
ومع محاولة النظام استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته بإدخاله الميلشيات الإيرانية والقوات الروسية، زاد التوتر الذي يعيشه النظام فهم استغلوا وجودهم في سوريا لتحقيق مصالحهم الشخصية وبيع ما يحلو لهم في الأسواق السورية دون أن يستطيع رأس النظام “بشار الأسد” أن يعترض أو يحرك ساكناً.
فها هو يحاول في كل مرة أن يروج للإعلام بأنه يقوم بضبط كمية من المخدرات ليبعد نفسه عن الشبهات وهو يعلم في نفسه أنه هو من جعل من الأسواق السورية مجالاً لتصريف وبيع المخدرات بعد أن استقطب مافيا تجار المخدرات “روسيا” و”إيران” إلى سوريا.
حيث أعلنت وسائل الإعلام التابعة للنظام في ال 25 من نيسان الجاري إلقائها القبض على مروّج لحبوب الهيروئين في سوق الهال بمدينة الحسكة يقوم ببيعها وتوزيعها في العلن دون أن يخاف من أحد.
لم تنتهي القصة هنا ولم يكتف تجار المافيا ببيع منتجاتهم من المخدرات في الأسواق السورية بل حولوا بعض المناطق إلى أماكن خاصة بهم لزراعة الحشيش.
لن ننتقل إلى مكان بعيد بل بدأت القصة في القصير بعد نزوح أهالي المدينة في عام 2013 رغم محاولاتهم العديدة بالدفاع عنها، إلا أن حزب الله وقوات النظام فرضت كل أنواع التعذيب والقتل والتهجير لتفرض سيطرتها على المدينة وتجبر ساكنيها على الخروج منها، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتحويل الأراضي فيها إلى بساتين لزراعة الحشيش وتجارة المخدرات وذلك أمر طبيعي جداً في غياب الدولة والقانون، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أيضاً قاموا بمنع أي شخص من دخول هذه البساتين حتى القوات التابعة للنظام وأنها فقط ملك لعناصر حزب الله اللبناني وعائلاتهم.
الحرب السورية حملت معها الكثير من الآلام والأوجاع التي وقعت على عاتق الشعب السوري من قصف وتهجير وقتل ودمار، حملت معها الآثار السلبية والعواقب الوخيمة التي أثرت في أجيال المستقبل محولةً أفكارهم إلى الطريق الخاطئ.
متى ستنتهي هذه الحرب وتنتهي معها هذه الأوجاع؟ ألم يحن الوقت ليستعيد الشعب السوري حقوقه البسيطة في الحياة ؟ دائما تبقى هذه الأسئلة معلقة في أذهاننا دون أن نجد الإجابة ليبقى الصمت هو الحل الوحيد بعد أن أصبح الكلام لا جدوى منه.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر