أعلن وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، ونظيره البريطاني، مايكل فالون، أن الهجوم لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية سيبدأ “في الأسابيع المقبلة”.
ومن المرجح أن يتزامن الهجوم مع المعركة الجارية في مدينة الموصل شمال العراق، والتي يتوقع خبراء عسكريون أن لا يتم حسمها قريبا حيث بدا واضحا أن تنظيم داعش قد استعد لها جيدا.
وقال كارتر، الأربعاء، على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي، إن الهجوم “سيبدأ في الأسابيع المقبلة”، مضيفا “لقد خطتنا له منذ وقت طويل، ونحن قادرون على دعم” الهجومين على الموصل العراقية والرقة في الوقت نفسه.
وتشكل الموصل العراقية والرقة السورية أكبر هدفين للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة واشنطن.
وبدأت القوات العراقية والبيشمركة الكردية والحشدان الشيعي والعشائري بدعم من التحالف الدولي، هجوما لاستعادة الموصل من الجهاديين في 17 أكتوبر الجاري.
وسبق أن تحدث مسؤولون في التحالف عن عمليات “متزامنة” لاستعادة الموصل والرقة، ولكن من دون أن يعلنوا حتى الآن جدولا زمنيا بالنسبة إلى المدينة السورية. وقال وزير الخارجية البريطاني مايكل فالون، عند وصوله إلى مقر الأطلسي في بروكسل، للصحافيين “شاهدتم تقدما ملحوظا في تطويق الموصل في العراق، ونأمل بأن تبدأ عملية مماثلة في الأسابيع المقبلة في اتجاه الرقة”.
وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أن التحالف بدأ الاستعدادات لعزل الرقة، منوها بدور قوات سوريا الديمقراطية التي حققت تقدما في المنطقة وآخرها في منبج في أغسطس الماضي.
ويتوقع الخبراء أن تكون قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري على رأس مهاجمي داعش في الرقة، الأمر الذي يثير حفيظة تركيا التي تعتبر هذا الفصيل تنظيما إرهابيا أسوة بحزب العمال الكردستاني.
وطالب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، بعدم إشراك الوحدات في عملية استعادة الرقة.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد شدد في وقت سابق أن بلاده لن تشارك في المعركة في حال أصرت الإدارة الأميركية والأوروبيون على دور للوحدات في تلك المنطقة.
ويرى مراقبون أن الوحدات الكردية عمليا ليست لها أي طموحات في الرقة، فهي ليست مدرجة ضمن الحدود الجغرافية التي ترسمها لتركيز إقليم حكم ذاتي، ولكنها تجد نفسها مجبرة على المشاركة لكسب المزيد من الدعم الأميركي والغربي بصفة عامة.
ولكن هذا لا يمنعها من إبداء مخاوف من أن تستغل أنقرة مشاركتها في معركة الرقة، للانقضاض على المناطق التي حررتها والتي تعتبر حجر الأساس لتكوين إقليمها الذاتي.
وأعرب صالح مسلم، رئيس الاتحاد الديمقراطي الكردي، عن خشيته من “طعنة في الظهر” من جانب تركيا إذا انضموا إلى حملة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة.
وأضاف “ربما ستحاول تركيا احتلال كوباني أو تل أبيض”، داعيا إدارة أوباما إلى تقديم ضمانات تحول دون ذلك.
وتشن تركيا، منذ أغسطس عملية عسكرية تحمل اسم “درع الفرات” داخل الأراضي السورية، وبدأت نهاية الأسبوع الماضي مهاجمة مناطق الأكراد في شمال حلب وشرقها.
العرب القطرية