لجأ النظام السوري بعد مقتل آلاف الجنود وهروب الشباب خارج البلاد إلى تجنيد الفتيات قسرًا، وغالبيتهن يتبعن الطائفة العلوية، وزج بهن إلى جبهات القتال الأمامية؛ لتعويض حالة النقص في جيشه المنهار، فيما نفذت قوات الأسد عمليات دهم واعتقال في قرية تقسيس بريف حماة الشمالي، وساقت عددًا من الشبان من أجل إلحاقهم بالخدمة الإلزامية.
وأفادت تقارير صحفية أن غالبية الفتيات اللائي تم تجنيدهن يتبعن الطائفة العلوية، والنظام لجأ إلى ابتزاز أفراد تلك الطائفة، وهددهم بسحب وإيقاف المساعدات والامتيازات إذا امتنعوا عن إرسال أبنائهم وبناتهم للالتحاق بمعسكرات التجنيد.
وأوضحت التقارير أن نظام الأسد أخضع المجندات لفترات تدريب قصيرة لا تمكنهن من اكتساب المهارات العسكرية اللازمة للوقوف في جبهات القتال المشتعلة، في محاولة لتعويض النقص الحاد في عدد مقاتليه؛ جراء الخسائر الفادحة التي يتلقاها في المعارك الدائرة مع الثوار، وعزوف الشباب عن الانضمام إلى معسكرات الخدمة الإلزامية؛ إذ تراجع عدد الجنود الذين يؤدون الخدمة العسكرية، بعد أن كان معدل الالتحاق بالجيش يصل إلى نحو 70 ألفًا كل ستة أشهر انخفض العدد الإجمالي للقوات المسلحة إلى نحو الثلث، بعدما كانت تضم نحو 200 ألف يُضاف مثلهم في الخدمة الاحتياطية. ويضاف إلى ذلك انشقاق آلاف العسكريين ومغادرتهم إلى البلدان المجاورة، إضافةً إلى تفضيل الشباب الهرب من البلاد بدلًا عن الالتحاق بالجيش.
وفي مقطع مصور بثته وكالة “جهينة” الموالية للنظام، تظهر صور لتدريبات خضعت لها فتيات في الجيش، مع ترديد الفتيات لهتافات باسم الحرس الجمهوري وبشار الأسد.
وفي تصريحاتٍ صحفيةٍ ذكر النقيب أبو جمال، قائد لواء شهداء الإسلام، أن نظام الأسد قام بتجنيد 200 مقاتلة في صفوف الحرس الجمهوري، وفرزهن كقناصات على جبهات داريا وجوبر، وإنهن يشاركن في الحملات العسكرية التي يقوم بها جيش النظام في المدينتين على وجه الخصوص، إلى جانب المجندين الذكور، كما تم تدريب المجندات على أنواع مختلفة من الأسلحة، للمشاركة جنبًا إلى جنب مع المقاتلين في مختلف المدن السورية.
ورجح كثير من المراقبين أن لجوء النظام إلى هذه الوسيلة يكشف الأزمة الحقيقية التي يعاني منها، لاسيما بعد مرور قرابة أربع سنوات من عمر الثورة؛ إذ فقد الجيش أكثر من نصف عدد أفراده، ودليل جديد على إفلاس النظام، إضافةً إلى أن كتائب المرتزقة التي جندتها طهران من مقاتلين طائفيين من إيران وأفغانستان وباكستان واليمن، تركز جهودها على القتال الدائر في جبهة حلب، إضافةً إلى عودة الفيالق والكتائب العراقية إلى بلادها لقتال تنظيم داعش “الدولة الإسلامية”.