تعددت أساليب وحيل نظام بشار الأسد لسحب الشباب السوريين بالإكراه إلى قواته ودفعهم لقتال قوات المعارضة في مختلف المناطق السورية، لا سيما بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام على جبهات المعارك وفرار آلاف الشبان من خدمة الجيش.
ويتبع نظام الأسد طريقة جديدة لجر الشباب إلى جيشه من خلال مداهمة مجالس العزاء، وذكرت صحيفة “القدس العربي”، اليوم، أن أهالي من بلدة “الشيخ سعد” في ريف طرطوس على الساحل السوري، أفادوا أن عناصر من قوات النظام أصبحوا يداهمون مجالس العزاء في القرى الموالية وجر الشبان منها إلى الخدمة العسكرية، ما دفع مجموعة من النساء إلى نصب حاجز أمام أحد مجالس العزاء لمنع الشرطة من جر الشبان الحاضرين.
ونقلت الصحيفة عن امرأة اكتفت بذكر الحروف الأولى من اسمها “س.ح” أن “الشرطة الجنائية في طرطوس أصبحت تقوم بهجمات سريعة وخاطفة لجر الشبان للاحتياط، منها تلك التي قاموا بها في بلدة الشيخ سعد، فقد داهمت دورية الأمن الجنائي مجلس العزاء في هذه البلدة، وألقت القبض على أكثر من عشرين شاباً متخلفاً عن السوق للاحتياط”.
وأضافت: أنه “تحت ضغط الأهالي وعويل النساء انصرفت الشرطة الجنائية بسرعة محملة بعشرة شبان لم يستطيعوا الفرار، وما هي إلا أيام حتى جاءنا شهيد آخر، حيث بدأ الجميع يحسبون ألف حساب للذهاب لمجلس العزاء وخاصة الشبان، حيث من المتوقع جداً أن تداهم دورية الشرطة الجنائية لتختطف الشبان بأية لحظة”.
ولفتت “س. ح” إلى أن مجالس العزاء أصبحت خالية من الرجال إلا المسنين منهم، مشيرة أن حالة الغضب التي اعترت السكان دفعتهم إلى نصب الحواجز التي يديرها النسوة، وقالت: “سمحنا للجميع بالمرور دون تفتيش، إلا رجال الأمن، الذين كانوا يحاولون الدخول بشتى الوسائل إلا أننا وقفنا بوجههم بكل حزم، وكان جوابنا واضح لكل محاولة دخول لهم، لن تدخلوا إلى المجلس إلا على جثثنا”.
وعن سبب منع قوات الأمن من جر الشباب إلى الخدمة العسكرية قالت “س. ح”: “فقدنا أزواجنا وأولادنا في حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل، ولن نسمح بالمزيد”، وتساءلت: “لماذا يأخذون شاباً إلى المعركة رغماً عنه؟”، كما أضافت “لدي ثلاثة أولاد، الولد الأكبر منهم أصيب برصاصة في ظهره منذ قرابة الستة أشهر ولا أمل بأن يستطيع السير مجدداً على قدميه، والثاني يقاتل في درعا، ويراودني شعور رهيب بأنهم لن يتركوه وشأنه إلا ميتاً أو مصاباً كأخيه”.
وتابعت: “لم يبق لي سوى ولدي الصغير، يريدونه أن يقاتل دون رأفة بأمه أو بوالده المقعد منذ عشر سنين، إنهم لا يأبهون لحالنا ولا كيف نعيش ولا يريدون سوى دفع أولادنا للموت فقط من أجل البقاء في الحكم، فليذهبوا مع حكمهم إلى الجحيم، كفانا لم نعد نحتمل، فليحكمنا الشيطان، لكننا نريد أولادنا بيننا ولا شيء أكثر”.
وحالة التململ والخوف عن “س. ح” ليست الوحيدة في صفوف مؤيدي نظام بشار الأسد، إذ زاد الاحتقان في الآونة الأخيرة ضمن الحاضنة الشعبية للنظام لا سيما في اللاذقية مسقط رأس الأسد وطرطوس ذات الأغلبية المؤيدة. وعلمت “السورية نت” أن حالة السخط بين مؤيدي النظام ازدادت مع استهداف قوات المعارضة للقرى الموالية في ريف اللاذقية بالصواريخ، وتجل هذا السخط في خروج مظاهرة ضد النظام بقرية “دمسرخو”، سبقها حملات منددة بالنظام في طرطوس.
المصدر: القدس العربي