بدأت حكاية الأسد تستكمل فصولها الأخيرة معلنة بداية نهاية وجود النظام بحلب، فالمعارك الدائرة بين الثوار والنظام منذ إعلان معارك فك الحصار عن حلب، أسفرت عن انتصارات عظيمة لصالح الثوار، فقد توصلوا أخيرا لفك الحصار عمّا يقارب (300 ألف) مدني محاصر، فأثبت ذلك أن توحّد فصائل المعارضة تشكل قوة لا يستهان بها، ما سيقلب موازين القوى.. كما غمرت الفرحة قلوب آلاف السوريين داخل سوريا وخارجها بعد فك الحصار، ما خلق وحدة حال بين المدنيين والثوار.
تداولت وسائل إعلام المعارضة أخبار النصر، مظهرة تعلّق آمالها على قوة الفصائل التي انخرطت في جبهة واحدة بهدف خلق نصر مؤزر في حلب، والاتجاه نحو تحريرها بالكامل، ما جعل النظام يعيش حالة ارتباك ويفقد توازنه عسكريا وإعلاميا..
لكن كما تعودنا من النظام اعتماده على سياسة الحرب الإعلامية النفسية الممنهجة، فعمل على تكثيف هجماته الإعلامية ضد “الجماعات الإرهابية المسلحة” على حد قوله، من خلال سيناريوهات ملفقة قام بتطبيقها على أرض الواقع، وتمثيل انشقاقات وهمية لمسلحي المعارضة وعودتهم إلى أرض الوطن الأم المحصور بحضن بشار الأسد، كما (طبل وزمر) لخبر إعادة تجميع قواته مع وصول مؤازرات كبيرة تقدر بنحو 2000 عنصر من الميليشيات الطائفية لبنان وإيران وأفغانستان.
حملات إعلامية إنما هي تأكيد على ضعف موقفه أمام فصائل المعارضة، ما جعلته محصورا ضمن احتمالات ضيقة أهمها الاستسلام أو العودة إلى طاولة المفاوضات لعله يكسب الوقت ويعيد تشكيل قواته فعلا، فالحل من وجهة نظره إعادة برمجة أنصار الأسد من جديد والتأثير على ردود أفعالهم والتحكم فيهم فكريا وسلوكيا، بالإضافة لرفع معنويات قواته التي انخفضت كثيرا بعد فك حصار حلب، هذا ما أثبته قول أحد العساكر محاولا طلب المؤازرة عبر الأجهزة اللاسلكية (القابضة) : ” يا سيدي عم نطلب المؤازرة ما حدا عم يرد” ويرد الضابط : ” لك مو ناقص غير تبكي ع القابضة ولاااااك”.
هنا يتبين حجم الارتباك الذي يعيشه النظام وقواته وضعف التماسك بين عناصره جراء الهجمات العنيفة التي تشنها قوات المعارضة في حلب.
مهما تلقى النظام دعما استراتيجيا ممثلا بالدعم الروسي الإيراني فإن وجوده إلى زوال، وأن أكاذيبه لن تحقق غايته لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الدولي، لأنها ليست إلا إبراً تسكين وتهدئ حلفاء النظام وأنصاره، علما أن إرادة الشعب السوري بتحقيق الحرية صامدة غير قابلة للكسر أو الخضوع.
هدى محمد – المركز الصحفي السوري