شهد النظام انفتاحاً عربياً غير مسبوق وسط مطالبة البعض بإعادته لجامعة الدول العربية بعد جفائها له بداية الثورة ظناً منها أن مصيره على ارتكابه الجرائم وتجاوز الخطوط الحمراء باستعمال الكيماوي هي القشة التي ستقصم ظهره وتجرجره للمعاقبة الدولية.
ذكر الكاتب “بنت شيلر” في تقرير نشرته ” “foreignpolicy15 ديسمبر/كانون الأول ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف عن تكثفت دول عربية مجاورة للنظام حركاتها الدبلوماسية بغية دفع النظام إلى إصلاح علاقاته وفتحها مع عدد من دول العالم صاحبة الموقف على الساحة لإعادة المياه لمجاريها بغض النظر عن الدمار ومئات الآلاف من القتلى والجرحى وانتشار النازحين واللاجئين بشتى بقاع العالم الذي كان سببه تعنت النظام وعدم قبول أي تسوية تُزيحه عن السلطة بعد نشوب مطالبات شعبية طالبته بالإصلاح.
استخدم النظام منذ اليوم لنشوبها السلاح وإراقة الدماء وسط المظاهرات السلمية لتتطور آلة فتكه ضد المدنيين باستخدام مؤكد لأسلحة كيميائية في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية وارتكاب جرائم مثبتة ضد الإنسانية في ظل الحرب الأكثر توثيقا عبر التاريخ.
تسعى روسيا والصين إلى فتح قناة لعودة النظام إلى الأجواء الدولية لما تمنحه من الغطاء الدبلوماسي ضد القرارات الدولية بمجلس الأمن مع الدعم العسكري الكبير عن طريق روسيا وإيران والذي لولاه لانهار الجيش السوري بحلول 2013.
كما دعت الدولتان الحليفتان إلى عدم التدخل الخارجي بسوريا على غرار التدخلات الأجنبية بالعراق وليبيا وأفغانستان مما أعطى النظام أملا بالبقاء في وقت كانت قوات المعارضة تطلب الدعم فقط لإنهاء حكم النظام.
يذكر الكاتب أن الحسم العسكري ضد الأسد كان مفهوما لكن التقارب الدبلوماسي يصعب تفسيره، حيث قال في كتابه الصادر 2013 بعنوان “حكمة لعبة الانتظار في سوريا” إلى انتظار رأس النظام بتغيير مواقف الدول تجاهه بدل أن يقوم هو بالتغيير.
فمنذ الهجوم الكيميائي الذي قتل أكثر من 1400 مدني بعد تخطي الخطوط الحمر التي رسمتها القوى العالمية لمدى استخدام العنف كان التوقع إجبار النظام على التنحي لكن الذي حدث هو استخدام متكرر للأسلحة الكيميائية ورفض القوانين المفروضة على سوريا بالقضاء على مخزون الأسلحة الكيميائية لديها.
إلى أن جاء تنظيم الدولة لكي يفسر فعالية لعبة الانتظار لبقاء الأسد من خلال تصور الدول أن النظام هو “أهون الشرين” بعد فظائع التنظيم التي كانت أكثر منهجية وعلى نطاق أوسع ليبرر النظام أنه كان في صدد الدفاع عن الدولة واستخدام العنف كان ضروريا لإقناع اللاعبين الدوليين باختيار الأسد أو التنظيم.
يشير الكاتب إلى أن الرغبة في التطبيع هي للاستفادة من أموال إعادة الإعمار في حال بقي النظام ويرى الكاتب أن جميع الدول التي تمد علاقتها مع النظام هي دول استبدادية مما يجعلها في تعاطف معه، في حين أنها لم تضع أموالا لإصلاح النظام لأنها تفهم طبيعة الفساد لديه وليعطي دروساً لأنظمة الحكم الاستبدادية بطرق الاغتيال والتصفية للمعارضين مثل جمال خاشقجي الذي اغتالته السعودية بعد رؤية النظام كيف يفتك بمعارضيه دون محاسبة.
المركز الصحفي السوري
عين على الو