“رغم علمنا المسبق أن النظام ليس له أمان ويخترق أي هدنة.. إلا أن الأطفال والأهل بحاجة ماسة لقليل من الهدوء والسكينة، ومدينة دركوش مصيف إدلب الوحيد كانت وجهتنا.. غير أن الغدر.. كان سهم الألم الأسرع للأهل من فرحة العيد”.
تلك كلمات عادل (42 عاماً) من مدينة إدلب لدى مشاهدته المجزرة التي صنعها النظام، في المصيف الوحيد بالمناطق المحررة، الذي يقصده الناس في يوم الجمعة، وقت الذروة، وثالث أيام العيد، ليقتل كل مظاهر الفرح والاستمرارية في الحياة.
فقد استهدفت البوارج الحربية المتواجدة في البحر المتوسط، أحياء مدينة دركوش الخارجة عن سيطرة النظام، بصواريخ انشطارية ظهر يوم الجمعة، ما أسفر عن ارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين، استشهد خلالها 25 مدنياً وسقط عشرات الجرحى بينهم أطفال، وغالبيتهم في حال خطرة.
يقول عبد القادر من مدينة دركوش “لقد شاهدت عيناي مالا أرغب برؤيته، 3 جثث لشهداء جراء الاستهداف طفت فوق النهر.. كما تطفو الأسماك.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ذنبهم الوحيد أنهم في مناطق غضب عليها النظام ويسعى لتدميرها ومحو كل مظاهر الحياة فيها”.
كثرت تعليقات الأهالي لتلك المجزرة في دركوش ومن بينهم الناشط “عمر أبو الهدى” قائلاً”بدك ترحل – وبدنا- نعيش” وعلق أحد أصدقائه (محمد مكيه) “أغلب الضحايا أناس جاؤوا بقصد السياحة”.
وقد كان جيش الأسد معلناً عن هدنة لمدة 72 ساعة وتأتي خلال فترة أيام العيد، لتبدأ الهدنة بقصف مدفعي وصاروخي لأحياء حلب وإدلب وهجوم لحزب الله على الغوطة الشرقية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن بيان مقتضب صادر عن القيادة العامة للجيش ” يطبق النظام التهدئة بجميع أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة 72 ساعة اعتباراً من الساعة الواحدة يوم 6 يوليو/تموز ولغاية الساعة ال24 يوم 8 يوليو/تموز 2016″.
لكن كما جرت العادة لا يحترم النظام الاتفاقيات ويعمل على الدوام لخرقها وببرودة أعصاب وانتهاك للحرمات.
فقد شنت المدفعية التابعة لجيش النظام هجوما بالصواريخ وقذائف المدفعية مستهدفة عدة أحياء في حلب أثناء صلاة العيد وراح ضحية الهجمات عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وجاء يوم الجمعه ثالث أيام العيد الأعنف على الأهل في مدينة إدلب لتنهي فرحة العيد بمجزرة بحق الأبرياء المسالمين.
يدمدم عادل بصوت حزين “نطالب جميع المنظمات الحقوقية بحقن دمائنا وإعطاء مواطنينا الشعور بالأمن، وتمكين محتاجينا من لقمة عيش شحت، وحقنة علاج افتقدت.. ونرجو من الله أن تتحرك قلوب قست كالحجارة لرد الظلم على من بقي”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد