يسعى النظام جاهدا لتحسين صورته أمام العالم والنهوض باقتصاده الذي شارف على الوقوع في هاوية الإفلاس، عن طريق عقد صفقات واتفاقيات تجارية مع الدول الصديقة كروسيا والصين وإيران، إلا أن لروسيا الحصة الأكبر من تقديم الدعم لما لها من امتيازات تتمتع بها عن سواها، إذ أصبحت مؤخرا الداعم الأساسي للنظام عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
فقد صرح رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي ومستشار اتحاد الغرف الزراعية لدى النظام سامر عثمان لمواقع إعلام موالية أن المجلس يسعى لضم سوريا للاتحاد الأوراسي الذي يضم كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازخستان وقرغيزيان وطاجكستان وأرمينيا وسط موافقة مبدئية من أعضاء المجلس لإنشاء منطقة تجارة حرة بين سوريا ودول الاتحاد.
من الطبيعي أن يتم عقد هكذا اتفاقيات بالتعاون مع روسيا، فهي من الدول العظمى التي وقفت إلى جانب النظام وساندته وقدمت له كافة أنواع الأسلحة لمحاربة شعبه، فبعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها جامعة الدول الأوروبية على الحكومة تدهورت الليرة السورية ولم يعد لها أي قيمة مقارنةً بالعملات الأخرى، وكانت روسية من الدول التي دعمت صادرات المنتجات السورية بما فيها الحمضيات والخضراوات وزيت الزيتون وغيرها من المنتجات.
ومن الصعوبات التي تواجهها حكومة النظام نقل الصادرات من مرفأ اللاذقية باتجاه روسيا، إلا أنه تم الاتفاق مع شركة نقل بحرية تعتبر من أكبر الشركات لتأمين خط نقل مباشر كل 15 عشر يوما، وتضاف لقائمة المشاكل التي تعترض طريق الصادرات مشكلة الحوالات البنكية بين روسيا وسوريا نظرا للعقوبات المفروضة على بنوك الأخيرة، وعجزهم هن إيجاد آلية للتحويل.
” يحق لروسيا مالا يحق لغيرها”، بعبارة ساخرة عبر أبو زاهر من مدينة حلب عن سخطه من قرارات النظام غير المنطقية ويتابع قوله :” بدل ما نتنعم بخيرات بلدنا منروح منصدرها لروسيا كمكافئة لأنها عم تقتل ولادنا وشبابنا ونساءنا وعم تدمر حجار وطننا، كأنو سوريا صارت ملك لروسيا وإيران، في ناس ما عم تشبع الزيت ولا عم تشوفو أساسا بعد ماكنا نفتخر بزيت الزيتون وما فينا ناكل غيرو، صرنا نشوفوا بروسيا لتوصل سعر تنكة الزيت 16 كيلو ل18 ألف ليرة، أيمتا رح تحس هالحكومة فينا وتطالع قرار – ولو لمرة – يكون لصالح المواطن؟، بس مصالحها أهم من هلمواطن”.
بينما ينشغل النظام بتصدير أجود منتجاته إلى روسيا، يحرم كثير من السوريين من أقلها جودة نظرا للحالة المعيشية المتردية وضعف قوتهم الشرائية بسبب عدم تناسب مدخولهم مع أسعار المنتجات المرتفعة، فباتت أغلبها من الرفاهيات والكماليات التي يمكنهم الاستغناء عنها كاللحوم والفواكه وزيت الزيتون الذي أصبح اقتناؤه حلما وحسرة لديهم ليستعيضوا عنه بزيت دوار الشمس.
نظام لم يقم أي اعتبار لشعبه الذي تخطى خط الفقر، وسط حياة يشوبها الحزن والفقدان والألم ليزيدها الحصار والقصف المتعمد لوعة وأسى، فكل هم النظام إرضاء حليفته روسيا كي تواصل دعمها لها غير آبه بما ستؤول إليه حياة المواطن.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد