أنهى الجيش النظامي السوري إعادة تموضعه وانتشاره في ريف حلب الشرقي، شمال سوريا، على طول خطوط التماس والمواجهة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة من تحالف دولي تدعمه الولايات المتحدة، من جهة، وفصائل سورية مسلحة موالية لتركيا، من جهة ثانية. وتمركزت القوات النظامية السورية في قرى عون الدادات وعرب حسن ومجرى نهر الساجور حتى بلدة العريمة بريف مدينة الباب، شرق حلب، في إطار استعداداتها لصد هجوم تركي مرتقب يستهدف قوات «قسد» التي تسيطر على تلك المناطق. وأفادت معلومات أيضاً بوصول مزيد من التعزيزات للقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينتي عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي وبلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.وفق الشرق الأوسط .النظام السوري ينهي إعادة تموضعه بريف حلب الشرقي
قيادية كردية تدعو إلى «التسلح» في مواجهة العملية التركية
وقال مصدر عسكري بارز من «قسد» وشهود عيان من سكان المنطقة، إن القوات النظامية استقدمت خلال الـ48 ساعة الماضية أسلحة ثقيلة، بينها دبابات وعربات عسكرية ومدافع هاون وراجمات صواريخ وسيارات من طراز «زيل» 130 و131 محملة بصناديق من الذخيرة والعتاد، بالتزامن مع تحليق مروحيات روسية قتالية فوق سماء المنطقة لحماية تنقلات التعزيزات السورية.
وتأتي هذه الحشود والتحركات السورية بعد تفاهمات واتفاق بين قوات «قسد» وحكومة دمشق برعاية وضمانة القوات الروسية، على أن يصل المزيد من الجنود والأسلحة الثقيلة النوعية، وبينها مضادات للطيران والمدفعية خلال الأيام المقبلة لهذه المناطق المهددة بالعملية التركية. كما رُفع العلم السوري على جميع النقاط والمخافر الحدودية. وستتولى القوات الروسية المنتشرة في 4 قواعد رئيسية بريف حلب، عملية التنسيق والاتصال بين هذه الجهات.
وتعقيباً على التطورات الميدانية الأخيرة في هذه المناطق المتشابكة والمتداخلة بين جهات محلية وقوات إقليمية ودولية على نقيض بالحرب السورية، قال مدير المكتب الإعلامي لقوات «قسد» فرهاد شامي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن تركيا «تبحث عمّن يسمح لها باستخدام المجال الجوي السوري» لتنفيذ هجومها المحتمل، معتبراً أن الأتراك سيتكبدون خسائر كبيرة إذا لم يؤمّن سلاح الجو تغطية لقواتهم.
وكان الجيش السوري قد نشر بالفعل 300 جندي في ريف مدينة منبج بموجب اتفاق بين قيادة «قسد» والجيش السوري بضمانة روسية، في حين انتشر 250 جندياً في بلدة عين عيسى وعلى الطريق الدولية السريعة (إم 4) قادمين من مناطق سيطرة القوات النظامية عن طريق معبر الطيحة جنوب غربي منبج.
على صعيد سياسي، دعا «مجلس سوريا الديمقراطية» السوريين كافة إلى وحدة الموقف والصف في مواجهة التهديد التركي بإطلاق عملية عسكرية شمال سوريا. وطالب المجلس في بيان نُشر على موقعه أمس (الثلاثاء) بإيجاد «حل عادل» للقضية الكردية في سوريا باعتبارها قضية وطنية بامتياز، مشدداً على ضرورة الاعتراف بكامل «الحقوق المشروعة» للشعب الكردي.
وخاطب المجلس الذي يشكل المظلة السياسية لقوات «قسد»، الدول المنخرطة في الملف السوري وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والتحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش»، بالتدخل «لتجنيب سوريا المزيد من الدماء وموجات النزوح» ومنع حصول عملية عسكرية تركية.
بدورها؛ قالت فوزة يوسف، عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، الذي يُعدّ أحد أبرز الجهات السياسية التي تدير الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية «قسد»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنهم أعلنوا «حالة الطوارئ والجاهزية القصوى لأننا في حالة حرب دائمة ونقدم يومياً شهداء وضحايا نتيجة القصف التركي اليومي لمناطقنا… وحالة الطوارئ تؤكد وجوب أن نكون في حالة تأهب دائمة وتنظيم شؤوننا وحياتنا وفق ظروف الحرب».
وتوجهت القيادية الكردية إلى سكان مناطق شمال شرقي سوريا قائلة، إنه «يجب أن يتسلح كل مَن يملك القوة وأن نحضّر أنفسنا لحرب شعبية». وأضافت، أن «الدفاع عن أرضنا وعرضنا واجب على كل إنسان وطني، وهو ليس واجباً على القوات العسكرية فحسب».
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع