اعتاد النظام السوري أن يجيّش مسؤولية في السابق لاتهام الأردن بإيواء الجماعات الارهابية كلما ضاق عليه الخناق و ها هو اليوم يترك كل عناصر الأزمة السياسية و العسكرية و الدولية التي تتنازعه ليحول الانظار تجاه الحدود مع الأردن، وبعد أن لفت إلى أن الشكاوى الدولية تحتاج تبصّر و تيقن من الحقائق ولا أسهل من تستخدم بضع وريقات لصياغة شكوى ترفع إلى مجلس الأمن الدولي تكيل اتهامات لا تستند الى وقائع، أكد الكاتب أن مشكلة الأردن ليست أن الرقة و إدلب خرجتا من سيطرة “النظام السوري” أو أن المنافذ الحدودية تولتها الجماعات الإرهابية، مشددا على أنه إذا كان لابد للنظام في دمشق أن يوجه تهماً فليوجهها لنفسه و قد قاد سوريا إلى مرحلة ضاع فيها الحل السياسي في أفق التعنت و باتت فيها بلاده قاب قوسين أو أدنى من التقسيم أو خسارة وحدتها، الأردن أول من تلطى بنار الارهاب وهو اليوم يدفع ثمن عدم قدرة انظمة الجوار على صون أراضيها، ونوه الكاتب إلى أن نظام دمشق يحتاج القراءة في دفاتر أزمته التي تتفاقم يوماً بعد يومٍ ليتوصل إلى حقيقة توغل الإرهاب في أرضه و التي لا تتوارى اطلاقاً خلف محاولات النظام إشغال العالم عن أزمته الحقيقية، ورأى أن الأولى بـ”النظام السوري” أن يتعظ قبل فوات الأوان و ضياع ما تبقى فيطرق أبواب الحل السياسي الحقيقي سريعاً كي يحقن دماء شعبه و يجنب سوريا خطر الانقسام المحدق.
صحيفة الرأي الأردنية