زهيراحمد
في هذه الايام نسمع في الاعلام تابع للنظام الايراني بالارتجالات والاستعراض للقوة الصاروخية . لماذا يقوم النظام في هذا الوقت وفي هذه المرحلة بهكذا استعراض؟ وما حاجته لهكذا دعايات والصخب الاعلامي؟
نظرة الى الواقع الذي يعيشه النظام داخليا واقليميا ودوليا والأزمات التي تحدق به من كل الجهات تيبن سبب لجوء النظام الى هكذا استعراضات رغم أنها ستكلفه غاليا.
من حيث الداخل، الواقع الذي يعيشه الشارع المحتقن الايراني، جعل النظام فزعانا. لا يمر يوم الا وأن يحذر فيه كبار مسؤوليه من عواقب وآثار الأزمات الاقتصادية وأن البطالة قد تحولت الى خطر أمني أو أزمة اجتماعية خاصة الشباب والعمال تهدد النظام وهلم جرا… ولكنه وبما أن النظام غير قادر على تلبية مطالبات المواطنين يسعى بهكذا استعراضات للقوة أن يرعب المواطن الايراني واخماده.
الواقع أن آثار تجرع كأس السم والأزمة في قمة السلطة وهزيمة النظام بأسره خاصة هزيمة الولي الفقيه في مسرحية الانتخابات الأخيرة ، يثير جماهير الشعب من جهة ومن جهة أخرى يجعل قوات النظام سواء في الداخل أو مرتزقته الأجانب في حالة الانكفاء على الذات وعرضة للانهيار. وفي هكذا حالة والنظام يده باتت قصيرة من كل مكان يضطر الى اللجوء الى مسرحيات كهذه حيث ترتبت عليها آثارها من الآن:
«جاش ارنست الناطق باسم البيت الأبيض قال ان واشنطن سترد على هذا الموقف سواء من جانب واحد أو من عدة جهات… الناطق باسم البنتاغون هو الآخر قال ان الاختبارات الصاروخية الايرانية هي واحدة من النشاطات المقلقة والمضرة التي تتواصل رغم الاتفاق النووي». (تلفزيون النظام 9 مارس).
ان بث ردود الأفعال هذه من التلفزيون الرسمي هو حلقة من هذه المسرحية المراد منه الايحاء بأن النظام لا يخاف من ردود الأفعال الأمريكية. الحرسي سلامي نائب قائد قوات الحرس وبقوله «القرارات أحلام على أوراق والصواريخ حقائق مجسدة على أرض الواقع» أراد أن يظهر أن النظام لا يبالي حتى من امكان احالة ملفه الى مجلس الأمن الدولي الذي سوف يكلفه غاليا. ولكن من الواضح أن نظام الولاية وبعد تجرعه كأس السم النووي لا يعيش في مرحلة الجهل وما قبل الوعي وفي عهد عنتريات احمدي نجاد الذي كان يعربد ويصف قرارات مجلس الأمن الدولي بأوراق ممزقة بل هو عالم وعارف بما يعمل. لذلك فان ارتجازات الحرسي سلامي هو بيان واقع أن النظام الايراني كم هو بحاجة الى هكذا مسرحيات واستعراضات للقوة والعربدات بحيث حتى قبل دفع ثمنه الباهظ.
من حاجات النظام هو الوضع والواقع الذي يعيشه مرتزقته خارج الحدود. وكتبت صحيفة وطن امروز (10 مارس) «ارتجفت بصوت الصواريخ الايرانية سماء المنطقة يوم أمس! الناس بدءا من العراق والى سوريا واليمن ولبنان ابتهجوا بصوت الصواريخ الايرانية. الصواريخ التي كتبت عليها العبارة المعروفة لمؤسس الثورة الاسلامية بشأن الكيان الصهيوني ”اسرائيل يجب أن تمحو من العالم“ باللغة العبرية».
المفهوم الجانبي «للابتهاج» عناصر ومرتزقة النظام في الدول المذكورة هو أنهم كانوا منهارين لأنهم يعيشون في كل مكان حالة من تلقيهم ضربات سياسية وعسكرية متلاحقة خاصة التأكيد على العبارة المحفورة على الصواريخ هو بيان لأن هناك تركيز خاص بين هذه القوات على قوات حزب الله اللبناني لأنه هذه الأيام يتلقى من كل جانب ومن الأحزاب والفصائل السياسية والرأي العام اللبناني ضربات لتبعيته التام للنظام وجرائمه في سوريا وأعمال تخريبية في الأجواء السياسية اللبنانية وأن عناصره اثر تكبدها خسائر فادحة في سوريا باتوا يعيشون حالة الانهيار وبالتالي فان حفظهم بات للنظام من أولويات الأمور.
ولكن وراء كل هذه التبجحات والتشدقات والاستعراضات للقوة، فان أبعاد القدرة الصاروخية للنظام ليس بالأمر الخافي. الصواريخ التي يتشدق بها النظام هي صواريخ بتقنية قديمة تعود لـ 4 أو 5 عقود اشتراها مباشرة من كوريا الشمالية والصين وروسيا ثم قام بتجميعها. ان الادعاء بدقة الاصابة لهذه الصواريخ البالستية مثير للضحك. لأن الكل يعرف أن الصواريخ البالستية لا يمكن أن تكون لها اصابة دقيقة الا عن طريق توجيهها بواسطة السيطرة والتوجيه عبر الأقمار الصناعية التي يفقتر اليها لنظام. ليس من الصدفة أن النظام وخلال المسرحيات والدعايات المضحكة لم يظهر نقاط الاصابة لهذه الصواريخ المزعومة. لأن هذه الصواريخ العمياء ما هي الا آلة ارهابية وأن كل هذه المنظومة المتخلفة وحسب ما أفصح عنه ذات مرة جواد ظريف وزير خارجية روحاني تتحول الى دخان خلال 20 دقيقة من هجوم آمريكي! وبالتالي فان هذه الدعايات يمكن أن تبهج أفراد الحرس وميليشيات التعبئة المضروبة لآيام فقط ولا أكثر!