النسخة السابعة من جينيف تنتهي وكأنها لم تبدأ, فلا شيء جديد سوى إطلالة المبعوث الدولي إلى سورية “ستيفان ديمستورا” على المنصة التي يصطف مقابلها العشرات من الإعلاميين ليشير إلى أن النظام السوري رفض مطلب المعارضة الأساسي وهو مناقشة الانتقال السياسي للسلطة, والذي هو المطلب الرئيسي الذي يعلم مندوب النظام “بشار الجعفري” حقيقته وأنه السبب الرئيسي لوجوده على طاولة المفاوضات في جينيف.
إعلان متوقع, ونتيجة غير مستبعدة فالنظام لا يعترف حتى الآن بأن ما يجري في سورية هو ثورة شعبية, رغم كل ما ألحقه من دمار في أرجاء البلاد التي نجح بالسيطرة على قسم كبير من “ركامها” من جديد, بعد أن نجحت الآلة العسكرية الروسية بإعادة تعويمه من جديد مستغلة الرضا الأمريكي والإسرائيلي, والنفاق الغربي والدولي.
كواليس الإجتماعات:
استقبال ديمستورا لمنصتي موسكو والقاهرة في سلسلة اجتماعاته التي عقدها, لم يثمر عن موقف موحد لمعارضة مشتتة, تتفاوت درجات قرب بعض شخصياتها من موسكو والنظام في دمشق, في حين قالت مصادر شاركت في الإجتماعات مع المبعوث الدولي “ستيفان ديمستورا”, إن الهيئة العليا للمفاوضات تمنت من ديمستورا عدم الدعوة إلى جولة ثامنة إن لم يكن لديه عناصر تضمن خروج المحادثات من دائرة المراوحة بالمكان بفعل تعنت النظام الذي لا يريد أي شكل من أشكال الحل السياسي في سورية, لكن ديمستورا الذي دائما ما تعودنا منه على إطلاق كلام لاستهلاك الآمال فقط, أشاد بقرب قيام فرنسا بمبادرة حول سورية مؤكداً أنه كان على اتصال وثيق مؤخراً بمساعدين للرئيس “ماكرون” يحضرون لهذه المبادرة, وهكذا انتهى اليوم الأخير من الجولة السابعة لسلسلة مفاوضات جينيف “الماراثونية” تماما كما بدء اليوم الأول من الجولة الأولى, لا شيء سوى تبادل للإتهامات وتراشق بالعبارات الحادة, واستهتار من النظام بالمفاوضات وبالمعارضة, فضلاً عن التناقض الكبير في الأولويات بين طرفي نزاع تشكل عملية جينيف الحلقة الدبلوماسية الأضعف في مسارات العمل على حله.
مؤتمر جينيف مؤتمر شكلي:
إعلان ديمستورا الهزيل عن رفض النظام لمناقشة الجوهر وهو الانتقال السلمي للسلطة في سورية, أكد تماماً بشكل لا يدعو للجدل أن حصيلة الجولة السابعة من المفاوضات هي نسخة طبق الأصل عن حصيلة المؤتمرات التي سبقتها, فهي مؤتمرات شكلية طالما أن النظام يدرك المعطيات الدولية المطروحة على طاولة الحلول, ويعلم مدى جدية المجتمع الدولي في التعامل مع عدم التزامه بها, فالنظام مازال يعول على ما يجري في الميدان العسكري خصوصاً بعد الدعم العسكري الكبير الذي تلقاه من روسيا, وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بوضع أولوية لحربها على ماتسميه بالإرهاب, في حين تركت مصير الثورة السورية معلقة بالقرار الروسي الذي استفرد بالملف السوري بدرجة كبيرة, فاليوم لا يوجد هناك ضغط جدي على النظام لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد العسكري, فهو مرتاح على الجانبين لحد ما, لذلك هو يفشل جميع المحاولات التي تطمح لإيجاد حل ضمن قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن فيما يخص الأزمة السورية.
المركز الصحفي السوري – حازم الحلبي