يشهد الريف الشمالي في مدينة الرقة السورية حركة نزوحٍ كبيرة من مختلف البلدات، هرباً من القصف الجوي لطائرات التحالف، في ظل العمليات العسكرية والاشتباكات التي تدور بين “قوات سورية الديمقراطية” و”تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال الناشط الإعلامي أبو عبدالله الرقاوي لـ”العربي الجديد” إن حركة نزوح كبيرة تشهدها بلدات الريف الشمالي، وخاصة تلك التي تحولت إلى جبهة اشتباكات، لافتاً إلى أن “الأهالي إما يتوجهون إلى البراري أو المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، أو المناطق التي ما تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة في الرقة أو باتجاه دير الزور”.
وأضاف أن “الأهالي يعانون من تدني الأوضاع الإنسانية، حيث اضطر غالبيتهم للنوم في العراء رغم الجو البارد، في وقت يعانون من نقص شديد بالمواد الغذائية وعدم توفر الرعاية الصحية. الأهالي يعيشون موقفاً لا يحسدون عليه، حيث أنهم مخيّرون بين النزوح إلى مناطق داعش الذي نكل وينكل بهم ويستخدمهم كدروع بشرية، وبين اللجوء لقوات سورية الديمقراطية، رغم خوفهم أن تعاملهم على أنهم دواعش أو تمنعهم من العودة إلى بلداتهم”.
وكان ناشطون تناقلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إن من يظهر بها هم أهالي بلدة “الهيشة” عقب نزوحهم إلى البرية جراء الاشتباكات العنيفة التي دارت بين “قسد” و”داعش”، إضافة إلى القصف الجوي العنيف الذي أودى بحياة أكثر من 20 شخصاً بينهم أطفال ونساء.
وقالت عضو المكتب الإعلامي في “وحدات حماية المرأة” التابعة لـ”قسد”، نيروز كوباني، لـ”العربي الجديد”: “لا شك أن القرى التي تجري فيها الاشتباكات يخرج الأهالي منها إلى القرى التي حررناها، أي الخطوط الخلفية لنا، حتى يتم تحرير قراهم”، لافتة إلى أنه “يتم تأمين السكن والطعام لهم”.
وذكرت كوباني أن “أعداد النازحين كبيرة نسبياً، والقسم الأكبر منهم يلجأ إلينا عبر البراري هرباً من التنظيم، لكن الذين لهم صلة بالتنظيم يذهبون باتجاه الرقة”.
من جانبه، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، إنه “لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في عدة محاور بالريف الشمالي لمدينة الرقة، بين عناصر تنظيم الدولة من جهة، وقوات سورية الديمقراطية المدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة أخرى، في محاولات متواصلة من الأخير للسيطرة على مزيد من القرى للتقدم نحو مدينة الرقة، كما تدور اشتباكات في محيط منطقة خنيز، بعد أن تمكنت قوات سورية الديمقراطية من السيطرة على إحدى قرى المنطقة، فيما تحاول استكمال السيطرة على باقي المناطق”.
العربي الجديد