عدد النازحين السوريين واللاجئين الى دول الجوار يزداد بتزايد وتيرة القصف والعنف من النظام المستبد بالوطن السوري، وكل مفارق الوطن على أمل العودة إليه بأقرب وقت وتمضي سنوات التشرد والغربة ومرارة النزوح بأمل وتفاؤل بالعودة التي أصبحت شبه مستحيلة حيث إنه لم يعد أحد منذ خرج من بلده بل عدد المهجرين بازدياد..
حيث أوضحت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إحصائية لها، نشرتها وكالة فرانس برس، أن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار ارتفع إلى أكثر من 4 ملايين لاجئ، الغالبية العظمى منهم في تركيا.
أما في الداخل السوري، فقد بلغ عدد المشردين من قراهم ومدنهم جراء الحرب، 7.2 مليون لاجئ.
ووفقاً لأرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد اقترب عدد اللاجئين السوريين في تركيا من مليوني لاجئ، حيث بلغ عددهم حالياً 1938999 لاجئا.
أما في لبنان، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين 1113941 لاجئاً، في حين بلغ عددهم في الأردن 629245 لاجئاً، أما في العراق فقد وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 249463 لاجئاً.
وكشفت الأرقام الصادرة عن المفوضية أن عدد السوريين الذين توجهوا إلى مصر بلغ 132375 لاجئاً، في حين توجه 24055 لاجئاً سورياً إلى باقي دول شمال إفريقيا.
وهذه الأعداد تزداد كل يوم بل كل ساعة يخرج النازحون من بلدهم بين فرحة بالوصول الى موطن آمن ودموع وألم حارق بترك وطنهم الحبيب وأحبابهم وفلذة أكبادهم في مناطق محاصرة.
وأصبح حلم السوري الوحيد هو اجتماع العائلة الواحدة كم تعوّد البيت السوري على الجمعات والتآلف ولم تبقَ عائلة سورية إلا وقد فقدت غاليا أو عزيزا إما شهيدا أو معتقلا أو محاصرا أو مهاجرا، حيث “أصبحت كل شتلة بوادي” بحسب تعبير أحدهم.
أم محمد لاجئة سوريا في تركيا تقول “أخرجني أولادي على أساس عندما يمضي شهر رمضان نعود إلى حمص، ولكننا هنا منذ أربعة رمضانات، وهون في آمان ودفا بس ما في راحة: قلبي بسوريا عند أولادي وأحفادي وياريت اقدر ارجع على حمص ونرجع نلتم متل قبل؛ أملي بالله كبير أنو نرجع، ولادي صاروا كل واحد ببلد.. ومستعدة عيش بخمية مكان داري بس ارجع”.
هذا حال أمهاتنا في بلاد الغربة لا راحة بعيدا عن الوطن ينتظرن أول فسحة للعودة الى منازلهم أملهم الوحيد حضن أولادهم وفلذة أكبادهم، ولكن أين تلك الفسحة؟!
ولا يختلف حالهن كثيرا عن حال الأطفال الذين أصبحوا رجالا قبل وقتهم.. وأصبح هدفهم الوحيد العودة إلى الوطن ولا تنسيهم الألعاب، هدفهم حيث أصبحت أغلب ألعابهم بواريد وأسلحة ودبابات يصنعوها من أبسط ما يملكون من الدفاتر المدرسية.. أناشيد الطفولة مسحت من ذاكرتهم التي توغلت بها أناشيد الثورة والحنين إلى الوطن يرددونها في قيامهم وجلساتهم وأثناء لعبهم.
أحمد طفل سوري 11عاما نزح إلى تركيا عقب إصابة والده يتحايل أحمد كل يوم بأفكار غريبة يخططها من أجل العودة إلى الوطن فيعلن به الأهل ويخمدونها أحد أقوال أحمد المشهورة “عم فكر روح عالجندرما وأعطيهم الهوية وخليهم يطالعوني على سوريا أو بخبي الهوية وبمر على حاجز التفتيش عالهويات وبقلو ما معي هوية فبقلّعني على سوريا”.
لكن هؤلاء الأطفال لا يعلمون المؤامرات الدولية التي تحاك على حساب طفولتهم.. مازالوا يعتقدون أن الناس بطيبتهم ولم يدركوا بأن “حاميهم أصبح حراميهم”..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هنالك عودة لأولئك البؤساء المشردين؟
وإلى متى ستبقى شعلات أمل العودة تضيء دروب الغربة المظلمة؟
وعد الحمصي – المركز الصحفي السوري