تعاني العملية التعليمية في حمص من مشاكل عدة، بدءاً من هشاشة المناهج المتبعة في المدارس، وصولاً إلى نقص التمويل اللازم لاستمرار العملية التعليمية.
إن استهداف النظام للمدارس وقصفه لها بشكل مستمر، أثر بشكل سلبي على العملية التعليمية، حيث أدى القصف لخروج عدد كبير من المدارس عن الخدمة، ما اضطر الأهالي والمعلمين إلى اتخاذ البيوت نقاط تعليمية للأطفال.
إضافة إلى ذلك، تعاني العملية التعليمية من نقص حاد في المناهج والكتب التعليمية، ما يؤثر سلبا على المستوى التعليمي عند الطلاب، فيجدون المدرسين أنفسهم مضطرين للبحث من خلال الأنترنت عن دروس تعليمية لطلابهم بسبب عدم توفر الكتب.
كما أن لنقص التمويل اللازم الذي يضمن استمرار العملية التعليمية دور كبير في ترك معظم المدرسين مهنة التدريس والالتفات إلى مهن أخرى ليأمنوا لقمة العيش لهم ولأسرهم، حيث أن رواتبهم انقطعت ولا سبيل لهم إلا البحث عن عمل آخر.
يقول رئيس مجلس محافظة “حمص الحرة” “أبو وائل” قدمنا العديد من الطلبات لوزارة التربية في الحكومة الموقتة لتأمين مناهج دراسية، لكننا لم نحصل عليها حتى اللحظة”، لأسباب رفض الكشف عنها، وأكد أنه حتى لو توفرت المناهج من الصعب جدا إدخالها للمناطق المحاصرة كريف حمص الشمالي أو حتى حي الوعر المحاصر داخل مدينة حمص.
وأضاف أبو وائل أنه يعمل مع الحكومة المؤقتة الجديدة على البحث عن بدائل تساعد الطلاب على مواصلة التعليم، بالإضافة للعمل على تأمين مرتبات مستمرة للمدرسين.
وفي مبادرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بدأ الأستاذ عبد العليم الحسين، وهو أحد المدرسين في مدارس المعارضة، مع بعض الزملاء والتربويين المفصولين عن النظام وبعض المهتمين مشروعا صغيرا لتعليم الأطفال دون العاشرة من العمر القراءة والكتابة، وذلك خلال فترة قصيرة لا تتجاوز التسعة أشهر عبر التعليم المكثف والمتابعة اليومية واعتماد أساليب عالمية تعتمد اللعب أسلوبا في التعليم.
وأضاف الحسين “بدأنا بتعليم عشرين طفلا بشكل أولي، لكن عدم توفر تمويل لمثل هذه المبادرات وعدم توفر أماكن مخصصة للتعليم يحول بيننا وبين استيعاب عدد أكبر من الطلاب، لكننا نسعى للتغلب على هذه المشاكل”.
المركز الصحفي السوري