دخلت الحرب في سوريا عامها الثاني عشر، تغيرت ديموغرافية بعض المناطق، ومحت آلة الحرب مناطق أخرى عن الوجود، واكتظّت مناطق كانت شبه خاوية بالسكان الجدد، نجوا من موت شبه حتمي، عرفوا كلّ أنواع العذاب والفقد ،ليتعارفوا فتبادلوا الثقافات والعادات، وتبادلوا أحاديث النجوى والهموم.
ارتفاع نسب الطلاق
أثارت المنظمة غير الربحية”ذي كونفرزيشن” في تقرير لها، قضية باتت تثير اهتمام المعلقين الغربيين واللاجئين السوريين على حد سواء، وهي قضية ارتفاع طلاق السوريات من أزواجهن بمجرد الوصول للعيش في البلدان الغربية، أو داخل سوريا
أهم الأسباب
في حوار مع المحامي “محمود أبو الخير” في ريف حلب الشمالي، أوضح “أنّ أكثر حالات الطلاق المتداولة في المحاكم، سببها الزواج المبكّر، وعدم وعي الزوجين لمفاهيم الزواج، كحقوق وواجبات الطرفين، إضافة لكثير من الحالات سببها فقر الزوج وعدم قدرته على تأمين متطلبات الزوجة الأساسية والبيت، وحالات تعود للسكن المشترك”.
فيما أضاف المحامي “نزيه بيّوش” في مدينة ادلب “ارتفعت قضايا الخلع من طرف الزوجة في المحاكم، لغياب الزوج الطويل ( سجن، سفر)، سفر لأعوام طويلة، ففقدت الزوجات الأمل في لمّ الشمل، أو عودة الأزواج، وحالات تعنيف لفظي أو ضرب”
خلافات ما بعد الطلاق
الطلاق شرع ديني وحل أخلاقي لفض شراكة حياة لم يكتب لها النجاح بين زوجين ولكن الخلاف يأتي بعد الطلاق، وأغلب الخلافات تكون حول الحضانة والمهر.
المهر المؤجل والمهر المعجّل
يقول الشيخ أبو البراء في لقاء آخر معه “المهر أصله في الشريعة أن يدفع دفعة واحدة قبل الزواج، المعجّل والمؤجّل، ولكن العرف في بلدنا تأجيل القسم الثاني منه لبعد الطلاق، وهذا سبب مشاكل أهمها، فرق العملة، فرق نوعية المهور”
المهور في سوريا
باختلاف العادات والتقاليد والمناطق والبيئة، اختلفت المهور،
فتقاربت في المناطق الزراعية الريفية، وكانت أوسطها وارتفعت في البوادي، واختلفت في المدن بتباين كبير في كم النقد، حسب عرف العائلة، واتفقت جميع المناطق المذكورة، على ارتفاع مهر الفتاة المثقفة أو خريجة الجامعة، وخصوصا “الكليات الطبيّة” منها و”الهندسيّة”.
حالات الخلاف على المهر تباين في الصرف بين الزواج والطلاق
قبل اندلاع الحرب كانت معظم المهور بالليرة السورية، عدا حالات نادرة منها الذهب أو أرض أو عادات متعلقة بحياة القبائل البدويّة ففي مناطق ريفي ادلب وحلب كان المؤجّل قبل 2011 وسطيًا خمسين ألف ليرة سورية.
ماذا تعني اليوم
يقول الشيخ أبو البراء “لفض هذا النوع من النزاع، نعود لسعر الذهب، تاريخ الزواج ويقدّر المبلغ المقرر في العقد على أساس سعر الذهب في ذلك اليوم”.
فيما قال المحاميان السالف ذكرهما حسب قانون” انهيار سعر العملة لما بقارب الثلث” نأخذ سعر صرف عملة متداولة “الدولار” في يوم العقد، مقسوما على اثنين.
الحضانة
وبحسب المحامي “أبو الخير” في القانون الحضانة للأم، ما لم تتزوج أو تتنازل عن حضانة أطفالها حتى سنّ معينة، وأرفد زميله البيوش “هناك قانون يحق للطفلة أن تختار حضانتها بين والديها قبل زواجها”
ويذكر هنا أنّ حالات النزاع تصل لاتهام الأطراف بعدم القدرة على الرعاية، كاتهامات مقدرة اقتصادية، وتصل لحد التسفيه، وأنّه غير قادر عقلياً واجتماعياً صاحب الرعاية، لكسب القضية من الطرف الآخر.
العنف ضد المرأة
رغم نشاط جمعيات العنف ضدّ المرأة، إلّا أنّها ما زالت متكررة، حسب إفادة المحامي “نزيه”.
أفادت أيضا “ذي كونفرزيشن” في تقريرها “أنّ النساء في الأرياف السوريّة، كثيراً ما يتعرضن للتعنيف والتهميش وهضم الحقوق، بسبب الأعراف السائدة وزواج الأقارب، وهذا ما يعلّل حسب ما قالت الدراسة زيادة نسبة طلاق الريفيات بمجرد وصولهن لدول اللجوء حيث يجدن حماية القانون”
حالات فرار من الحكم
تقول السيّدة “ن_أ” من محافظة ادلب: “كسبت رهان المحكمة، بعدما رفض طليقي الحلول المقترحة، من لجنة صلح، متعارف عليها في المنطقة، ولكن قبل أن يؤدي واجباته ودفع المؤخّر، فرّ لشمال حلب، حيث هناك محاكم أخرى”
طواحين دون كيشوت الإنسانيّة
يقول “نيتشيه “الحقيقة موشوريّة الأوجه، وكلّ منا يرى الحقيقة من مرآته”.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع