مشافي استهدفها الطيران الروسي بغارات أمس في إدلب وحلب، جعلتها تخرج عن الخدمة نهائياً، بسبب الدمار الذي حل بها، وتخلي الكوادر الطبية العاملة فيها عن العمل بعد أن فقدوا مرضاهم وزملاءهم، واستهدافها أمر طبيعي طالما أن الأفراد السوريين مستهدفين بشكل مباشر وغير ضامنين لحياتهم في ظل أوضاع الحرب الراهنة.
صاروخ بالستي انطلق من البوارج الروسية من البحر المتوسط سقط على مشفى التوليد والنسائية في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وغارتان جويتان متتاليتان ضربتا مشفى أطباء بلا حدود العظمية في الحامدية على الطريق الدولي لمعرة النعمان في ريف إدلب، إضافة لغارة جوية روسية استهدفت المشفى الوطني المركزي في مدينة معرة النعمان.
أصدرت مديرية الصحة في محافظة إدلب بياناً حول الغارات الروسية التي استهدفت المشافي الميدانية أمس في ريفي إدلب وحلب، قالت فيه:” إن مشفى اعزاز بريف حلب تدمر بشكل كامل وخرج عن الخدمة واستشهد عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وسيدة حامل وجرح أكثر من 30 شخصا، أما مشفى أطباء بلا حدود راح ضحية قصفه 9 شهداء بينهم طفل وممرض وممرضة وعشرات الجرحى مع دمار كامل وخروجه عن العمل، بينما مشفى المعرة الوطني ارتقى فيه 3 شهداء بينهم ممرضة وعدد كبير من الجرحى.
لا يرتاح بال النظام ريثما يقضي على آخر نفس يستنشقه المواطن السوري، لذلك يلجأ مع حلفائه الروس بالغارات الجوية إلى استهداف مباشر للمكان الذي من الممكن أن ينقذ حياة الجرحى، وهو المستشفيات والنقاط الطبية المتفرقة على الأرض السورية، بذلك يصيح كل جريح هو ومسعفه مشاريع شهادة، لأن هذه ليست المرة الأولى التي يقصف بها النظام بطائراته الحربية المشافي في كل المدن السورية المحررة.
إدانات دولية وقلق كبير جراء استهداف الطائرات الروسية لعدة مشافي في سوريا من ضمنها مشافي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود ويصل عددها إلى 153 في مختلف أنحاء سوريا، فقد استهدفت المذكورة أخيراً أكثر من 3 مرات، منها مستشفى بلدة طفس في محافظة درعا في فبراير الحالي كما أوضحت المنظمة سابقاً. قال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود ” ماسيميليانو” للشرق الأوسط:” هذا الهجوم على المرفق الطبي المدعوم من قبل أطباء بلا حدود يبدو متعمداً، وأن تدمير هذا المستشفى يحرم السكان المحليين الذين يبلغ عددهم نحو 40 ألف نسمة من الوصول إلى الخدمات الطبية في منطقة النزاع”.
كل سبيل للنجاة بحياة السوريين معرض للموت قبلهم، فأكثر من 3 آلاف مستشفى مدمر بفعل آلة تدمير الأسد، تاركة خلفها مئات الشهداء والجرحى المدنيين، ويبقى السوريون مستمعين لنداءات وقلق وإدانات دول العالم أجمع دون إيجاد أدنى وسيلة لردع قاتلهم أياً كان.
المركز الصحفي السوري ـ محار الحسن