الأناضول: تسبب المنخفض الجوي “فلاديمير” الذي يضرب الحوض الشرقي للبحر المتوسط، بتقطع أوصال المناطق اللبنانية الجبلية والداخلية، بعد التراكم الكثيف للثلوج، حيث حوصر الآلاف من السكان في منازلهم السبت، إضافة لتعرقل حركة المرور بشكل كبير في المناطق الجبلية.
وحاصر “فلاديمير”، وهو الاسم الذي أطلقه لبنانيون وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على المنخفض الجوي، بسبب الخراب الذي من المتوقع أن يحدثه، بعض المناطق الجبلية، وقطع أوصالها، إضافة إلى قطع الطرقات حيث حوصر عدد من المواطنين سواء داخل منازلهم أو في سياراتهم ما دفع قوى الأمن الداخلي اللبنانية الى العمل مع وزارة الأشغال العامة لفتح الطرقات وانقاذ العالقين.
وفي بلدة بحمدون بمحافظة جبل لبنان، عمدت الأجهزة الأمنية اللبنانية لقطع الطريق أمام السيارات بشكل كامل، ما أدى الى توقف الحركة المرورية بين بيروت ومنطقة البقاع شرقا، وذلك خوفا من انزلاق السيارات أو محاصرتها بسبب التساقط الكثيف للثلوج، وتحول الطرقات الى جليد زَلِق.
وخلّف “فلاديمير” الكثير من الأضرار في مختلف البلدات بسهل عكار في شمال لبنان، حيث ضرب “تنين الهواء”، بحسب تعبير المزارعين، الخيم البلاستيكية، وأطاح بمواسم المزروعات لاسيما البندورة، والبقوليات.
ولم يسلم اللاجئون السوريون في مختلف المناطق اللبنانية من “غضب فلاديمير”، حيث أدت الثلوج الى هدم المئات من خيمهم التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة الكريمة، وإلى محاصرة مخيماتهم بالثلوج في مناطق البقاع، وخاصة بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، في ظل نقص حاد بمواد التدفئة.
وحول سبب تسمية المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان باسم “فلاديمير” قال الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، محمد الملاح “أكثر المتضريين جراء هذا المنخفض في لبنان، هم اللاجئون السوريون، الذين ليس لديهم ما يحميهم من البرد القارس والثلوج الكثيفة”، مضيفا “هذا الحال مشابه لحال الشعب السوري داخل سوريا، الذي يتعرض للظلم والقتل على يد آلة القتل الروسية برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، على حد وصفه.
ومن المتوقع استمرار المنخفض في يومه الثالث الأحد، ليبدأ بالانحسار يوم الإثنين المقبل.