حين يحضر الواحد منا عرساً دمشقياً أو حتى عيداً أومناسبةً دينية كيوم المولد النبوي، لا بد أن يرى صوراً لصرر مغلفة بـ(السيلوفان)، تلك هي صرر الملبس التي اعتدنا مشاهدتها حتى في مسلسلات البيئة الشامية.
يقول أبو عبدالله أحد مهجري مدينة دمشق إلى تركيا، ” اعتدنا نحن الدمشقيين منذ القدم على أن يكون الملبس حاضراً في معظم مناسباتنا ابتداء من حفلات الزفاف التي تكون فيها صرر الملبس أساسيةً وحاضرة، وحتى حفلات الطهور وغيرها”.
وفي الحديث عن حبة الملبس وتعريفها يقول أبو عبدالله، “هي حلوى دمشقية، صغيرة الحجم ولذيذة الطعم، ويعادل حجمها حجم حبة اللوز، وفي جميع الأحوال تتكون من حبة لوز ألبست السكر وماء الورد وغيرها من المواد البسيطة لتصنع بالنهاية حبة الملبس العريقة والجميلة”.
أنواع الملبس في المناسبات وطرق صنعه
يكمل أبو عبدالله الحديث عن الملبس بحكم عمله فيها سابقاً “للملبس أنواع عديدة منها المحشوة باللوز والفستق الحلبي والفول السوداني وحتى الحمص أو “القضامة”، وتضاف لتلك الحبات نكهات وألوان مختلفة، كماء الورد والزهر، وصبغات لألوان متعارف عليها كالأزرق الفاتح أو السماوي والأحمر بالإضافة للسكر الناعم”.
أما عن طريقة صنع الملبس الدمشقي، فيتم تحميص اللوز في أواني نحاسية يضاف إليه كمية محددة من السكر بالإضافة للألوان والنكهات، وبعد تحميص بسيط على نار هادئة يبرد ويعبأ بصرر، ولا يصدر الملبس الدمشقي خارج دمشق، لأن عمره قصير ويستهلك مباشرةً.
وعن اختلاف شكله في المناسبات، يقول أبو عبدالله “الملبس الذي يقدم في الموالد غير الملبس الذي يقدم في الأعياد، فالملبس في الأعياد يكون بألوان مختلفة ونكهات متعددة، أما ملبس الموالد يكون باللون الأبيض فقط، كما يكون طازجاً بطبقة بسيطة من السكر في مناسبات قدوم طفل جديد للأسرة أو قدوم الحاج من الحج”.
كما تختلف صرة الملبس بين مناسبة وأخرى، ففي مناسبة العرس تكون صرة الملبس المتعارف عليها مختلفة عن الصرة الفضية الشهيرة في المسلسلات الشامية وفي الموالد، فتكون صرة العرس على حسب مزاج أهل العريس فيوضع بداخلها الورد ويستبدل السيلوفان بشبك أبيض، ويضاف لها مكونات أخرى مع الملبس كالشوكولاتة وغيرها.
يذكر أنه وبعد البحث عن تاريخ الملبس في دمشق، ذكرت معظم المواقع أن أشهر من عمل بها هو والد الشاعر الدمشقي الشهير “نزار قباني”، حيث كان يملك معملاً في دمشق القديمة في حارة مئذنة الشحم ولم يرثه أحد من أولاده في تلك المهنة، واليوم باتت صناعة الملبس تشهد تطوراً واضحاً في إضافة بعض الحشوات كـ(الشوكولاته) واستخدام أشكال جديدة.
قصة خبرية/ إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع