قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “أنطونيو غوتيريس”، إن تركيا تشكل مثالاً يحتذى به في تعاملها مع اللاجئين السوريين، أمام دول العالم التي تغلق حدودها في وجه اللاجئين القادمين إليها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمع، غوتيريس مع الفنانة الأميركية، “أنجلينا جولي”، المبعوثة الخاصة للمفوضية، يوم السبت، عقب زيارتهما مخيم اللاجئين في منطقة “ميديات” بولاية ماردين جنوب تركيا، الذي يضم لاجئين من سوريا والعراق، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين.
ودعا غوتيريس إلى فتح حدود جميع دول العالم أمام اللاجئين قائلاً “حدود تركيا المفتوحة وحدها لا تكفي، لابد أن تفتح جميع الحدود في العالم أمام من هم بحاجة للحماية”.
وتطرق غوتيريس إلى ما ورد في تقرير الاتجاهات العالمية، الصادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، من أن حوالي 60 مليون شخصاً اضطروا إلى ترك منازلهم خلال عام 2014، في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالسنوات السابقة.
واعتبر غوتيريس أن المجتمع الدولي فشل مرتين فيما يتعلق بموضوع اللاجئين؛ المرة الأولى عندما فشل في منع النزاعات والمظالم التي أدت إلى إخراج هؤلاء الأشخاص من أراضيهم، والمرة الثانية عندما لم يقدم ما يكفي من المساعدة لهم، بعد أن اضطروا للنزوح.
كما قال “إن مجلس الأمن الدولي بدوره لم يلعب دوراً فاعلاً في البحث عن حل لتلك المشكلة”، فيما لفت إلى تناقص الموارد المخصصة لمساعدة اللاجئين عالمياً.
من جانبها دعت أنجلينا جولي، الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لإرسال وزرائها وسفرائها إلى سوريا، للاطّلاع على الأوضاع بأنفسهم، وليتحققوا من عدم إمكانية استمرار الوضع الحالي.
ووجهت جولي الشكر لشعوب تركيا ولبنان والأردن والعراق، على كرمها في التعامل مع اللاجئين السوريين، فيما اعتبرت “أن المشكلة لا تقتصر على كونها أزمة لاجئين، وإنما هي في الأصل مشكلة أمن عالمي وإدارة عالمية”.
وحذرت جولي من تناقص الدول التي بإمكان اللاجئين التوجه إليها، وهو ما دفع كثيرا منهم إلى محاولة الفرار عن طريق البحر، وفقدان حياتهم أثناء المحاولة، معتبرة “أن اللاجئين لا يمثلون مشكلة، وإنما هم جزء من حل الأزمة التي يعاني منها العالم، حيث لابد من حمايتهم والاستثمار بهم، لأن بوسعهم الإسهام في إعادة بناء بلادهم”.
ترك برس