المفوضية تطلق برنامج دعم نقدي شامل للسوريين العائدين طوعيًا من الأردن إلى سوريا

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن عن إطلاق برنامج دعم نقدي مؤقت وتجريبي يستهدف السوريين الراغبين في العودة الطوعية من مخيمي الزعتري والأزرق إلى سوريا ويهدف البرنامج إلى تقديم مساعدة مالية لمرة واحدة بقيمة 70 دينارًا أردنيًا لكل فرد (ما يعادل حوالي 98 دولارًا أمريكيًا) ضمن كل أسرة وذلك لتغطية تكاليف النقل، تجهيز الوثائق الرسمية، شراء الأدوية وتسديد الديون، بما يخفف الأعباء المالية عن الأسر الراغبة بالعودة ويتيح لها الانتقال بشكل آمن ومنظم

ويُشترط للاستفادة من هذه المساعدة أن يكون اللاجئ مسجلًا بشكل رسمي في أحد المخيمين المذكورين ويحمل وثائق تسجيل سارية المفعول، لضمان شمول الدعم لأولئك الذين يلتزمون بإجراءات التسجيل الرسمية، كما توفر المفوضية خدمة النقل المجاني لجميع الراغبين بالعودة، بما في ذلك من لا يستفيدون من الدعم النقدي، بهدف تيسير العودة الطوعية وضمان وصولهم إلى مناطقهم الأصلية في سوريا بأمان

تستهدف المرحلة الأولى من البرنامج نحو 10,000 لاجئ، مع إمكانية توسيع نطاقه لاحقًا وفق توفر التمويلات اللازمة من المفوضية والشركاء الدوليين ومن المتوقع أن يبدأ استقبال طلبات التسجيل اعتبارًا من 7 سبتمبر 2025، مع منح الأولوية للحالات الأكثر ضعفًا، مثل الأسر التي تضم أفرادًا من ذوي الإعاقة، مرضى مزمنين، كبار السن، الأسر التي تعيلها نساء، أو الأسر الكبيرة المكونة من عشرة أفراد أو أكثر

وأوضحت المفوضية أن الدعم النقدي يشمل فقط مرة واحدة لكل فرد، بينما قد تحصل كل أسرة عائدة على منحة إضافية لمرة واحدة بقيمة 400 دولار أمريكي، تُصرف عبر مكاتب المفوضية داخل سوريا، وفق معايير محددة للأهلية، لتغطية الاحتياجات الأساسية في مرحلة العودة مثل تكاليف المعيشة الأولية، توفير المواد الغذائية، وتجهيز المسكن، بما يسهم في تسهيل إعادة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للأسر العائدة في مجتمعاتها الأصلية

ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود المفوضية المستمرة لدعم العودة الطوعية للاجئين السوريين، حيث سجلت عودة أكثر من 140,000 لاجئ إلى سوريا منذ ديسمبر 2024، في خطوة تهدف إلى تمكين اللاجئين من اتخاذ قرار العودة بأنفسهم، وضمان عودتهم بطريقة آمنة ومنظمة مع توفير المساعدة اللازمة لتسهيل إعادة اندماجهم في المجتمع السوري بشكل مستدام

وتؤكد المفوضية أن المشاركة في البرنامج خيار شخصي وطوعي بالكامل، وأن جميع الخدمات المرتبطة بالنقل متاحة مجانًا للراغبين بالعودة حتى لأولئك الذين لا يندرجون ضمن المستفيدين من الدعم النقدي، بهدف تشجيع العودة الطوعية دون أي ضغوط وضمان حقوق اللاجئين وحماية خياراتهم

ويهدف البرنامج أيضًا إلى تعزيز قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها الأساسية فور العودة، بما يشمل توفير الدعم المالي لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية، تسديد الديون المستحقة، وتجهيز الوثائق الرسمية المطلوبة لإعادة الاندماج في الحياة اليومية والمجتمعية وذلك بالتعاون مع مكاتب المفوضية والشركاء المحليين والدوليين لضمان فعالية الدعم واستمراريته ضمن المرحلة التجريبية

ويأتي هذا الجهد ضمن استراتيجية شاملة للمفوضية لدعم إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل آمن ومستدام، مع مراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل أسرة، وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لتخفيف الصعوبات اللوجستية والإدارية خلال مرحلة العودة، بما يعزز من استقرار المجتمعات المحلية وقدرتها على استقبال العائدين بشكل منظم

وباختصار، يمثل هذا البرنامج خطوة متقدمة في تقديم الدعم النقدي المباشر للاجئين السوريين العائدين طوعيًا من الأردن، مع التركيز على تلبية احتياجاتهم الأساسية، ضمان العودة الآمنة وتعزيز فرص اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي وذلك ضمن التزام المفوضية بالمعايير الدولية لحماية اللاجئين ودعم حقوقهم الإنسانية