حذر باحثون وجامعيون أوروبيون ومغاربة، مشاركون في منتدى حول أزمة المياه في العالم، بمدينة فاس المغربية، من “أزمات اقتصادية واجتماعية بسبب شح المياه”.
جاء ذلك في اختتام أشغال المنتدى الذي استضافته فاس (شمال)، اليوم الإثنين، ضمن الدورة الـ23 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة.
ودعا المشاركون، إلى “تكثيف الجهود لتجاوز مشكلة شح المياه الآخذ بالتصاعد حول العالم”.
وشدّدوا على أن “إدارة الموارد المائية من أكثر القضايا حساسية بسبب قلة الفهم الحاصل بشأنها وتأثيرها المباشر على الحياة فوق كوكب الأرض”.
وفي مداخلته، أوضح “بيير لويس مايو” الباحث المتخصص في السياسات المائية والبيئة، أن “مياه الصرف الصحي (المياه العادمة) مشكلة قديمة-جديدة تتفاقم في ظل ارتفاع المخلفات السائلة المصرفة من المجمعات الصناعية والزراعية والسكنية”.
وأشار إلى أن “مياه الصرف الصحي في البلدان ذات الدخل المنخفض تفرغ أكثر من 90 في المائة دون أي يتم معالجتها”.
ولفت مايو، إلى أن “غياب قنوات الصرف الصحي لا يزال أحد الأسباب الرئيسية للوفيات والأمراض في العالم”.
من جانبه، اعتبر محمد الناصري أستاذ الجغرافيا في جامعة محمد الخامس (حكومية)، أن “عملية التحكيم ضرورية بين المناطق الجبلية والسهول من أجل تحقيق التنمية”.
وأشار إلى “انتباه المغرب مبكرا لأهمية ذلك من خلال إحداث لجنة بين وزارية تعمل على إعداد استراتيجية لتنمية المناطق الجبلية”.
من جهة أخرى، قال عبد الرحمان آيت الحاج، رئيس قسم الدعم في الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر “الأركان” (حكومية)، إن “مجال زراعة شجرة الأركان (شجرة نادرة تتواجد بجنوب المغرب، وتشتهر بزيته الذي هو أندر الزيوت في العالم) فريد من نوعه، وتتطلب نظاما بيئيا إيكولوجيا أصيلا، تتوفر على قدرة هائلة لمقاومة الجفاف ومحاربة ظاهرة التصحر”.
ولفت إلى أن “شجرة الأركان تشكل نموذجا لإدارة الموارد الطبيعية، لأنها تعتمد على تقنيات حفظ التربة وكفاءة في استخدام المياه”.
جدير بالذكر أن المنتدى ناقش على مدى ثلاثة أيام، “الرهانات المرتبطة بتدبير الماء وطابعها الأساسي في التوازنات الطبيعية والمناخية، وشروط الحياة ومستقبل المجتمعات والجنس البشري على نطاق أوسع”.
جاءت ذلك في ثلاث ندوات، بعنوان “الماء في بعده الروحي”، و”ندرة الماء في ظل متطلبات التنمية المستدامة”، و”الماء في الأنظمة البيئية الهشة”.
ويعيش حاليا، أكثر من 663 مليون شخص حول العالم، بدون توفر إمدادات للمياه الصالحة للشرب على مقربة من منازلهم، بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة.
ويضطر ملايين الأفراد، بحسب التقرير، لقضاء ساعات طويلة في قطع مسافات بعيدة لتأمين المياه، أو يواجهون الآثار الصحية لاستخدام المياه الملوثة.
وتشير إحصاءات أممية، أن 900 مليون شخص حول العالم، يعانون من نقص في مياه الشرب، و2.6 مليار فرد لا يتوفرون على مرافق الصرف الصحي.
ويحتفل العالم في 22 مارس/آذار من كل عام، باليوم العالمي للمياه.
وافتتحت الدورة الـ23 لمهرجان الموسيقي العالمية العريقة، الجمعة الماضية، على أن تستمر فعالياته حتى 20 مايو/أيار الجاري، برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، تحت شعار “الماء والمقدّس”، وهو من تنظيم مؤسسة روح فاس (غير حكومية).
وتحتفي دورة هذا العام، بالماء في بعده الروحي، من أجل العمل على تشجيع الإدراك البيئي السليم والوعي بالترابط الإنساني وحب الأرض وثمارها.
المصدر:وكالة الأناضول