افتُتِح في العاصمة الأردنية عمان معرضٌ لصور المعتقلات السوريات في سجون نظام بشار الأسد، تحت عنوان (المعتقلات هن الجميلات)، ويشمل المعرض صور مجموعة من المعتقلات وقصص اعتقالهن.
وما ميز المعرض المقام في مركز منظمة (سوريات عبر الحدود)، هو أن المشرفة عليه هي إحدى المعتقلات السابقات في سجون النظام، ويستمر المعرض من تاريخ 20 وحتى 30 أيار/مايو الجاري.
إيصال صوت المعتقلات
وقالت المعتقلة السابقة في سجون النظام، والمشرفة على المعرض، السيدة ميسون اللباد: “إن فكرة المعرض أتت من كوني معتقلة سابقة في سجون النظام، ومعظم الصور في المعرض لصديقاتي اللواتي كانت وصيتهن هي إيصال أصوتهن للعالم، وأنا أعمل على إيصال صرخات المعتقلات لكل العالم، ولاسيما أن عدداً منهن قد اختفين بشكل قسري”.
وأضافت اللباد في حديث لـ (كلنا شركاء): “إن المعتقلات في سجون النظام يتعرضن لمختلف أساليب التعذيب بشكل يومي، وهناك العشرات منهن يُقتلن تحت التعذيب شهريا. وأطالب من الجميع تسليط الضوء على ملف المعتقلات السوريات، كما نطالب بإخراج جميع المعتقلين من سجون النظام المجرم”.
المعتقلات هن الجميلات
وعن تسمية المعرض، قالت اللباد إنه رغم معاناة المعتقلات في سجون النظام اليومية، إلا أنها “تعكس كل معاني الصبر والتضحية، والجميع شاهد قصة ابنة مدينة داريا التي اعتقلت مع أطفالها”.
وأشارت إلى أن منظمة (سوريات عبر الحدود) كان لها الفضل الأكبر في إقامة المعرض، كون العديد من الجهات لم تتجاوب مع الفكرة، وكانت تقدم الأعذار، بينما تمت الموافقة بشكل مباشر من قبل المنظمة على إقامة المعرض، وتم تقديم كافة التسهيلات المطلوبة.
رفضت التعاون مع سجانيها فحكمت بالإعدام
وأوضحت اللباد أن المعرض يضم 15 قصة لمعتقلات سوريات في سجون النظام تعرف معظمهن بشكل شخصي، مشيرة إلى أن القصة الأكثر تأثيراً بها هي قصة اعتقال الدكتورة (فاتن رجب).
وأشارت إلى أن الدكتورة رجب معتقلة منذ 26 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، وهي حائزة على دكتوراه في الفيزياء، وكانت تتعرض للتعذيب بشكل يومي، حيث أمضت ثمانية أشهر في زنزانة منفردة بالفرع 215، وكان يُطلب منها المساعدة بأمور تتعلق بعلوم الذرة، وهي كانت ترفض ذلك، وكلما رفضت كانت تتعرض لمزيد من التعذيب.
وأضافت بأن الدكتورة رجب كانت صابرة جدا، وبمثابة الأم لجميع المعتقلات، وبعد إخراجها من المنفردة في الفرع 215، نقلت إلى سجن (عدرا)، وبعدها انقطعت أخبارها، لتكون إحدى المختفيات بشكل قسري، بعد أن تم الحكم عليها بالإعدام لرفضها التعاون مع سجانيها.
اعتقلت لنشاطها الإنساني
وعن اعتقالها، قالت اللباد إنه تم في 13 آذار/مارس عام 2012، وذلك أثناء قيامها بمعالجة عدد من الجرحى في مدينتها الصنمين شمال درعا، واستمر اعتقالها لشهر حزيران/يوليو 2013 في الفرع 215.
وأشارت إلى أن “أصعب شيء على أي معتلقة هو الزنزانة المنفردة، إضافة لحفلات الجلد والشبح اليومية، وأُثناء مرحلة التعذيب بالكهرباء تفقد المعتقلة جزء من ذاكرتها، يضاف له التعذيب باستخدام مفردات سوقية مع المعتقلات، ومن الأشياء التي لا يمكن نسيانها في المعتقل هو أصوات تعذيب الشباب”.
وأردفت “من الصعب على المجتمع تقبل المعتقلات، وهذا ما يضع المعتقلة أمام تحدي صناعة الذات من جديد، وأنا خرجت من المعتقل أقوى، لأنه علي إيصال صوت كل معتقلة، وقصصهن للعالم”.
وأوضحت أن المعتقل كان يضم سوريات من كافة أطياف المجتمع، فهناك المعتقلة المسيحية والمعتقلة العلوية والمعتقلة الفلسطينية، ولا يمكن أن يصل هذا الملف لنهاية في ظل وجود نظام الإجرام في دمشق، على حد قولها.
المصدر:كلنا شركاء