أحياء مدمرة، مدن منكوبة، جراح هنا وهناك، آمال معلقة بغد لم يحن موعد قدومه بعد، أطفال سلبت براءتهم، ونساء شوهت الحرب أنوثتهن، هذا حال و واقع الشعب السوري الذي يرفض النظام الاعتراف بتشريده وتهجيره، بل جل ما يقوم به التباهي بإنجازاته الوهمية لتبقى صورته ملمعة وجميلة أمام مؤيديه الذين يلعبون دور المصدق.
جر النظام السوري البلاد لحالة من التدهور والانكماش بكافة القطاعات ومن أهمها الاقتصادية ليرسم مجموعة من الخطط عبر حلفائه في زيارات واتفاقيات ومؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر.
ومن ضمن الخطط المتفق عليها، فكرة المعارض الخيرية خارج سوريا لترويج المنتجات السورية في الدول الصديقة للنظام ومن ضمنها روسيا و إيران والعراق، ومن أهم هذه المعارض، سوريات يتحدين الأزمات وسيريا مود في بغداد للألبسة والنسيج، والمعرض الدولي الثاني للمواشي والطيور والحيوانات المائية في جزيرة كيش في إيران، ومعرض الجلديات في ميلانو وغيرها من المعارض.
حيث صرح مازن حمور أمين رئيس لجنة المعارض والأسواق الدولية لتشرين أون لاين مطلع العام الحالي، أن الهدف من المعارض إشهار المنتج السوري ” صنع في سوريا” ودعم الاقتصاد الوطني عبر إعادة تأهيل المعامل المتضررة من الحرب.
ويتحدث حمور عن إبداعاتهم المزعومة في معرض سيريا مود للألبسة الذي أقيم في مدينة بغداد:” تعتبر السوق العراقية سوقاً مهمة ومتعطشة أساساً للمنتجات السورية بأنواعها المختلفة وخاصة الألبسة المعروفة بجودتها ونوعيتها المميزة، لذا يجب علينا استثماره بكل السبل المتاحة دعماً للصناعة المحلية وتطويرها”.
يواصل مسؤولو المناصب في حكومة النظام عملهم في الخداع وتزييف الحقائق عبر المقابلات التي يجرونها أمام إعلامهم المقيد والمجند لمصالحهم، كل ذلك من أجل تحقيق مقولتهم الشهيرة ” سوريا بخير” .
في حين يحكم النظام قبضته على مساحة لا تتجاوز 30 % من أرض سوريا فضلا عن خروج أكبر المصانع سواء النسيجية أو الغذائية أو الكيماوية وغيرها عن العمل بسبب تعرضها إما للقصف أو للسرقة، بالإضافة لمعامل الألبسة الجاهزة التي تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج والأقمشة والكساد بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطن السوري الذي يعاني من الفقر والتشرد، إذ توجه لسوق الألبسة الأوروبية المستعملة “البالة” بعد أن أنسته الحرب كل ما هو جديد.
فمن الطبيعي أن تقام المعارض لبيع المنتجات السورية في الخارج كونها لا تجد إقبالا على شرائها في الداخل السوري، وكان آخرها معرض موسكو للدبلوماسيات السوريات برعاية السفارة السورية لبيع المنتوجات السورية كالتحف والألبسة الشعبية التقليدية وبعض المنتجات الغذائية كزيت الزيتون، حيث فوجئ زوار المعرض على حد مزاعم إعلام النظام وغالبيتهم من الروس بأن المعامل السورية مازالت تعمل وبطاقة عالية رغم الظروف القاهرة والصعبة التي تتعرض لها سوريا.
سوريا الحضارة والرقي، سوريا بتراثها وشعبها وثقافتها و منتجاتها، ليست بحاجة لإشهار أو لترويج من قبل قامعي الحريات الساعين وراء مصالحهم الشخصية على حساب الشعب السوري المناضل.
إلى متى سيبقى النظام السوري يستخف بعقول الناس بعد أن فقد شرعيته منذ انطلاقة ثورة الكرامة؟
سماح خالد
المركز الصحفي السوري