نفى كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى “جنيف 4″ محمد صبرا أن تكون الخلافات في المعارضة وصلت إلى درجة الانقسام المهدد لبقاء كياناتها، وشدد على أن خروقات النظام هي التهديد الأكبر الدائم لأي مسار تفاوضي.
ورفض محاولة البعض التشكيك في قدرة المعارضة على الالتزام بأي اتفاق قد ينتج عن مفاوضات جنيف على خلفية الاقتتال الدائر بين تنظيم جند الأقصى وهيئة تحرير الشام، بما قد يوحى بفوضى سلاح لا تستطيع القوة العسكرية للمعارضة المعتدلة كبح جماحها.
وقال صبرا في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :”لا علاقة للمفاوضات بالصراع الدائر بين التنظيمين، ولا يصح استغلاله للتشكيك في قدرتنا على الالتزام بأي اتفاق سياسي مستقبلي، خاصة وأن الجميع يعلم أن الجيش الحر يخوض منذ عام 2013 حربا شرسة ضد التنظيمات الإرهابية”.
واستنكر بشدة محاولة البعض تصوير تغيير طبيعة الوفد المفاوض من شخصيات ذات خلفية عسكرية لأخرى مدنية بكونه انقلابا أو محاولة إقصائية لشخصيات بعينها.
وأوضح :”المفاوضات الأممية والدولية التي شاركت بها المعارضة السورية بداية من عام 2013 كانت ذات طبيعة سياسية، ودائما ما كان تشكيل وفدنا بها مكونا من شخصيات مدنية ليس لها خلفية أو نشاط عسكري لها، ولكن منذ أواخر 2015 ومع الانتقال لمناقشة قضايا ذات بعد عسكري كتطورات الصراع على الأرض تم إشراك عسكريين بوفود المعارضة تدريجيا … أما اليوم فالقضايا التي ستناقش في جنيف 4 ستكون ذات طبيعة سياسية كعملية الانتقال السياسي والدستور، وبالتالي لابد أن تتبدل الأدوار وتكون هناك شخصيات سياسية … لا إقصاء لأحد أو انقلاب على أحد … ولا يُقصد معاقبة فصيل بعينه بتنحية ممثله في الوفد كما حاول البعض أن يصور الأمر”.
ولفت صبرا إلى أن أغلب الفصائل، وعلى رأسها جيش الإسلام الذي يمثله القيادي محمد علوش الذي كان يشغل من قبل منصب كبير المفاوضين بوفد المعارضة لجنيف، مشاركة بالوفد الذاهب لجنيف 4، كما أنهم بالأساس ممثلون بالهيئة العليا للمفاوضات.
وأوضح :”علوش قيادي بجيش الإسلام ورئيس وفد الفصائل الثورية في اجتماعات أستانة، وهو عضو بالهيئة العليا للمفاوضات، وكان من الطبيعي أن تتم الاستفادة من خبراته، واسمه مدرج بقائمة تشكيل الوفد الذاهب لجنيف 4 “.
وأشار صبرا إلى أن المعارضة قد تسلمت بالفعل الدعوات لجنيف 4، لافتا إلى أن “قرار وإعلان تشكيل وفدها يعني بطبيعة الحال وجود موافقة مبدئية على الذهاب، ولكن يظل القرار النهائي بالذهاب من عدمه هو قرار ستتخذه الهيئة العليا للمفاوضات في الوقت المناسب”.
ونفى صبرا ما يتردد عن موافقة المعارضة على بقاء الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وشدد :”هذا كلام عار من الصحة … نحن في البيان الختامي في اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات بالرياض منذ أيام أكدنا بشكل واضح على ضرورة رحيل الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية وكررنا مطلبنا بوجوب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
واستبعد إمكانية قبول المعارضة في جنيف 4 بمناقشة مشروع الدستور السوري الذي أعده الروس وطرحوه للمناقشة أو حتى القبول بالعناصر الجيدة المطروحة به، وقال :”من حيث المبدأ لا يجوز لأي طرف أن يقترح مثل هذا الاقتراح … وهذا موضوع غير قابل للنقاش لكونه يشكل اعتداء على حق السوريين في تحديد نظامهم السياسي”.
وأقر صبرا بأن مؤتمر الرياض قد شهد اختلافات في الآراء، نافيا أن تكون قد وصلت لدرجة الانقسام المهدد لبقاء كيانات المعارضة كما حاول البعض تصويرها، موضحا :”هي خلافات داخل البيت الواحد، وتعدد الآراء أمر إيجابي، وقد ثرنا بالأساس ضد الصوت الواحد … وبالطبع هناك أصوات غاضبة وتعبر عن رأيها بالإعلام”.
وأكد صبرا أن منصتي موسكو والقاهرة المعارضتين ممثلتان بشكل جيد بالوفد، وذلك رغم شكواهما أحيانا من عدم الحصول على تمثيل مناسب وعدم تواصل الهيئة العليا للمفاوضات معهما رسميا والاستجابة لما تطرحانه من طلبات.
وقال :”لا يجب الربط بين عدد المقاعد التي تحتلها كل منصة واعتبار هذا معيارا للتمثيل، لأن كثيرا من الشخصيات ممثلة بالفعل في الهيئة العليا للمفاوضات التي اتخذت قرارها بتشكيل الوفد … والهيئة هي الوعاء الجامع لكل تنظيمات المعارضة، وأعضاؤها يمثلون الشعب السوري الذي يعاني المأساة”.
وعن عدم إشراك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني صالح مسلم، قال صبرا :”لا يجب الوقوف أمام أسماء محددة، وفي حال عدم إشراكها نقول هذا المكون لم يمثل … فالمكون الكردي ممثل في الوفد في شخصية كردية هي فؤاد عليكو من المجلس الوطني الكردي الذي يضم أكبر وأعرق الأحزاب الكردية السورية”.
وفيما يتعلق بما طرحه السيد قدري جميل بعدم تواصل الهيئة العليا للمفاوضات معه ووصفه لها بـ” منصة الرياض…التي تمارس الهيمنة “، قال كبير المفاوضين :”هو حر بما يطرحه ولكني أوكد أن الهيئة العليا تواصلت مع الجميع″.
القدس العربي