اختلفت آراء المعارضين السوريين حول الموقف من “إعلان موسكو” الذي صدر الثلاثاء الماضي بعد اجتماع ثلاثي روسي – تركي – إيراني، فبعض أطراف المعارضة وجدت فيه بداية حقيقية للحل السياسي، فيما رأى فيه آخرون محاولة جديدة لكسب الوقت و“تليين” موقف المعارضة دون الاستناد لأرضية حل واضح وجدّي.
وقال عقاب يحيى، رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف، لـ“العرب” “ملفت أن توافق روسيا على نفي الحل العسكري، وهي التي تمارس فعل قوة احتلال، وتستمر في عمليات القصف العنيف، وتمكين النظام والميليشيات الطائفية الوافدة من بسط سيطرتهما على مناطق حيوية خاضعة للثورة”. وما يلفت أيضاً، وفق يحي، الاتفاق على محاربة الإرهاب كأولوية، دون الإشارة إلى مصير النظام، يعني أن تبدلًا قد حدث في الموقف التركي من الأسد.
وبرأي المعارض أن هناك اشكاليات أخرى، على رأسها “ما سيثيره الإعلان لدى بقية دول العالم، خاصة الولايات المتحدة التي لا تقبل الاستبعاد، والتي ستُحاول منع استفراد الروس وغيرهم، ولعل من أهم الإشكالات هي قضية المعارضة السورية، ومن هي ومن يُمثّلها، وهنا يبدو التباين كبيرًا بين الموقف الروسي والتركي، ناهيك عن الموقف الإيراني. حيث ستحاول موسكو الزجّ بالعناوين القريبة منها لتكون الثقل الأكبر في وفد المعارضة، وستحاول تركيا تدعيم وجود (الهيئة العليا للمفاوضات) وربما الائتلاف أيضًا، كذلك سيبقى الخلاف واسعًا فيما يخصّ تصنيف المنظمات الإرهابية.
وبدا منذر آقبيق، الناطق باسم تيار الغد، أكثر إيجابية، وقال لـ“العرب” “إن بنود الاتفاق إيجابية، من ناحية تعميم وقف إطلاق النار في كافة المناطق، وهذه دلالة على عدم رغبة روسيا في متابعة العمليات العسكرية”.
وأوضح “لم يُحاول إعلان موسكو تغيير مرجعيات التفاوض والحل السياسي، وأشار إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، وهذا القرار مرجعيته بيانا فيينا وجنيف”.
وورد في الإعلان أن “إيران وروسيا وتركيا على قناعة تامة بأن الاتفاقية المذكورة ستساعد على إعطاء الزخم اللازم لاستئناف العملية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 2254”.
لكن مصادر دبلوماسية أوروبية قالت إن روسيا وإيران وتركيا، وافقت على “الاستئناس” فقط بقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 2254.
المعارض خالد الناصر، أبدى ملاحظات على الإعلان قائلا “محتوى البيان عام، وهو يُمثّل خطوط التوافق بين مصالح دوله الثلاث بغض النظر عن مصالح الشعب السوري”.
العرب