قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب اليوم الأربعاء إن الهيئة سترفض أي اتفاق تتوصل إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير سوريا إذا كان مختلفا عن رؤيتها ويخالف طموح الشعب السوري.
وأكد حجاب خلال كلمة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالعاصمة البريطانية لندن قبيل اجتماع بشأن سوريا، أن الاتفاق الروسي الأميركي لا معنى له إن لم يتوافق مع تطلعات الشعب السوري, وسيكون مثل مبادرات فاشلة سابقة.
يأتي هذا في وقت قدمت المعارضة السورية رؤيتها للحل السياسي في سوريا، قبيل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا الذي يعقد في العاصمة البريطانية بحضور نحو عشرين دولة ومنظمة، وتشارك فيه الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الائتلاف الوطني السوري وممثلون لمجموعة أصدقاء سوريا.
وأوضح حجاب أن عملية الانتقال السياسي تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية، تبدأ بعملية تفاوضية تمتد لستة أشهر، تليها مرحلة انتقالية تمتد لعام ونصف العام، وتتضمن تأسيس حكم انتقالي لا وجود فيه للرئيس السوري بشار الأسد أو من تلطخت أيديهم بالدم السوري.
وأكد أن “المسألة لا تتعلق بالإبقاء على الأسد لمدة ستة شهور أو شهر أو يوم خلال المرحلة الانتقالية”، مشيرا إلى أن الروس والأميركيين يدركون ذلك “ويعلمون تماما موقف الشعب السوري الذي ضحى بالكثير ولن يتخلى عن مطلبه هذا”.
خطوة للأمام
من جانبه اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن خطة المعارضة تشكل “خطوة إلى الأمام” وتقدم “رؤية لسوريا.. أي ما يجب أن تكون عليه سوريا عبر إشراك الجميع”.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن مقترحات الهيئة تقدم أول صورة يمكن التعويل عليها لسوريا يعمها السلام دون الأسد.
وكتب جونسون في مقال بصحيفة تايمز اليوم الأربعاء “لا تزال هناك فرصة لإنجاح هذه الرؤية.. إذا ما تمكن الروس والأميركيون من التوصل لوقف إطلاق النار يمكن حينها استئناف المحادثات في جنيف”، مضيفا أن الأطراف ستكون قد شهدت على الأقل مؤشرات لسوريا ما بعد الأسد.
وتدعم موسكو وواشنطن طرفين مختلفين في الحرب التي تدور منذ نحو خمسة أعوام ونصف العام في سوريا، حيث يحارب الروس إلى جانب الأسد، في حين يدعم الأميركيون جماعات معارضة ويصرون على رحيل الأسد عن السلطة.
وأجرى الجانبان مفاوضات في الأيام القليلة الماضية، والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة 90 دقيقة يوم الاثنين الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، لكنهما أخفقا في التوصل لاتفاق.
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن دبلوماسيين أميركيين يحاولون إقناع روسيا باتخاذ خطوات صوب وقف إطلاق نار حقيقي في سوريا والضغط على دمشق لقبول الانتقال السياسي، لكن الأخبار القادمة من سوريا “غير مشجعة”.
المصدر : وكالات,الجزيرة