قالت المعارضة السورية في مفاوضات “جنيف 5″، إنها ناقشت بشكل مفصل في اجتماع، اليوم السبت، مع المبعوث الأممي، عملية الانتقال السياسي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وصلاحياتها، وذلك في لقاءات اليوم الثاني من المحادثات.
وفي مؤتمر صحفي عقده وفد المعارضة في المقر الأممي بجنيف، عقب انتهاء اللقاء الثاني مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، قال نصر الحريري رئيس الوفد “نواصل إثبات التزامنا بالحل السياسي، وناقشنا اليوم بشكل مفصل أكبر العديد من النقاط المتعلقة بالانتقال السياسي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي كامل الصلاحيات”.
وأضاف “أكدنا على مهام الهيئة في تأمين الشروط اللازمة، لتمكين الشعب السوري من التعبير عن إرادته الحرة في تحديد مستقبل البلاد، وممارسة كافة مظاهر السيادة، مما يضمن وحدة البلاد، وسلامة أراضيها واستقلالها”.
وتابع “كذلك الحفاظ على استمرار عمل مؤسسات الدولة بعد إصلاحها، وإعادة هيكلتها وفق المعايير التي تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون، ومساعدة الحاكمين، واستقلال القضاء، والتوزيع العادل للثروة، يشارك فيها جميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو الرأي السياسي، ويقوم كل ذلك على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص”.
الحريري شدد على أن “دي ميستورا رحب بمستوى التفصيل الذي توصلوا إليه بمناقشة الانتقال السياسي، ولكن هذا لا يمكن أن ينسيهم الواقع الإنساني الكارثي الذي تعيشه سوريا، من النزوح القسري، والتغيير الديمغرافي، واستخدام الكلور، واستهداف المدنيين”.
ولفت الحريري إلى أن “النظام وحلفاءه يرتكبون اليوم مجزرة بشعة في العديد من المناطق، ويدّعون أنهم يحاربون الإرهاب، حيث استهدف السوق التجاري في بلدة حمورية بريف دمشق، وأسفر عن استشهاد 15 مدنيا، من بينهم 4 نساء، وطفلين، وإصابة أكثر من 70 من المدنيين، بعضهم في حالة حرجة”.
وعزا التصعيد من قبل النظام إلى “تخوفه من الضغوط الدولية التي تدفعه إلى الحل السياسي، إذ يعي النظام أن أي خطوة باتجاه الحل السياسي، تعني سقوطه وتدميره، وتخلص الشعب من إرهابه وسلاحه الكيميائي”.
من جانب آخر، أكد الحريري أنه “يجب على من يملكون النفوذ على نظام بشار الأسد، أن يكون لهم دور بناء، ولكن لا نجد حتى اللحظة سوى استهدافا للمدنيين وتدمير البنى التحتية، حيث إن مصير عملية جنيف ومستقبل سوريا وشعبها، مرتبط باستعداد أصدقائنا وحلفائنا والمجتمع الدولي، بأن يتم اتخاذ خطوات جادة منهم، في سبيل حماية المدنيين”.
ونفى الحريري أن يكون هناك أي لقاء مبرمج مع نائب وزير الخارجية الروسي غيتالي غاتيلوف، كما نفى أن يكون قد سمع أي شيء عن مستقبل المبعوث الأممي، ردا على سؤال وجه له.
وشدد على أن “الإرهاب في سوريا يتمثل بإرهاب دولة نظام بشار الأسد، والحرس الثوري الإيراني، وكل الميلشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية، ومن يرتبط بها، والقاعدة وداعش”.
واجتمع دي ميستورا في وقت سابق من اليوم مع وفد النظام، حيث خرج الأخير دون أي تصريح، في حين التقى في وقت لاحق مع منصتي القاهرة وموسكو، وهي منصات تدعي أنها معارضة، ولكنها مقربة من روسيا والنظام في مصر.
ومنصتا القاهرة وموسكو هما تجمعان تم الإعلان عن تأسيسهما في مصر وروسيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتعلنان أنهما تمثلان طيفا من المعارضة السورية، غير أن أطيافا في المعارضة ترى أنهما “تحابيان روسيا، الداعم الرئيس للنظام، وتملكان توجهات وأولويات تتباين مع أولويات الهيئة العليا للمفاوضات”، التي يشكل الائتلاف السوري المعارض عمودها الفقري.
الآناضول