عندما تبني حول بيتك سورا ستبقي بابا مفتوحا لجارك الذي تحبه ويقف بجانبك لكن أن كان هذا الجار سيئا ستغلق الباب في وجهه باستمرار فالباب الذي يأتي منه ريح ستغلقة مباشرة، أما الباب الذي يأتي منه الضوء ستبقيه للأبد.
لايوجد أدنى شك لأي أحد من سكان سوريا بأن فتح المعابر بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الثورة ستكون لها فائدة تجارية ضخمة للطرفين لكن كل طرف بنسب مادية وإن افتتاح معبر مورك شمال حماة اليوم الجمعة سيخدم الموظفين لدى مؤسسات النظام في مناطق الثورة والشمال السوري فسيذهبون ويقبضون رواتبهم المتراكمة في بنوكه ودوائره منذ ثلاثة أشهر فضلا عن نشاط الحركة التجارية بين الطرفين.
لكن لماذا فتح المعبر وهل فتح للتجارة فقط ولخدمة الموظفين بالطبع لا، فقد فتح لأمر ربما ستظهر نتائجه بعد أشهر وهو أن اتفاق سوتشي نص على فتح طريقي اللاذقية حلب ودمشق حلب وستمر قوافل النظام وموظفيه وأتباعه وستقسم إدلب الى ثلاثة أقسام واحد شرق طريق دمشق حلب وواحد شمال طريق اللاذقية حلب والآخر بينهما وستصبح محافظة إدلب ممرا للنظام شيئا فشيئا مع مرور الأيام والأسابيع ولن يجرأ أحد من الفصائل قطع الطريق بعد أن دارت عليه عجلات النظام بحماية روسية وتركية .
فالهدف واضح لكن بعد أن توافق على بداية النكبة ستجبر أخيرا بالموافقة عليها كلها فالثوار تفرقوا بكل شيئ وفي اتفاق سوتشي لم يطلب منهم ابداء رأيهم فالكل نفذ وسحب أسلحته الثقيلة باتجاه رؤوس الجبال فصاحب الأرض لم يعد يملكها ووجوده كسراب يحسبه الضمآن ماء.
إن روسيا تهدف لاعادة إدلب إلى النظام وكسر ماتبقى من الثورة السورية التي لازال يعول عليها الكثيرون والذين يقابلهم الملايين من المتشائمين الذين لم يروا الثوار متحدين منذ عام 2015 بل على العكس بدأت الفرقة بينهم وصار يأكل بعضهم بعضا والنظام وروسيا يتفننون بقتل المدنيين ويجربون سلاحهم بهم وآخر مخطط سيكسر ظهر الثورة سياسيا وعسكريا هو اتفاق سوتشي والمنطقة المنزوعة السلاح وفتح الطرق الدولية.
الملايين هجروا وقتلوا وشردوا وطردوا من بيوتهم إلى كافة أصقاع الأرض ينتظرون الثوار والفصائل في الشمال السوري ليسترد حقوقهم وكرامتهم التي سلبها النظام أمام أنظار العالم وينصرون الشهداء الذين سالت دماؤهم في طريق الحرية والكرامة.
المركز الصحفي السوري _خاطر محمود