إذا فكّرت بإجراء جولةٍ في شوارع مدينة إدلب فإن أول ما سيلفت انتباهك عدد المطاعم الكبير في كل شارعٍ وزقاقٍ، فأغلب المشاريع لأصحاب رؤوس الأموال في المدينة تتجه لافتتاح مطاعم.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على #انتهاك_الحقوق وضياعها
تنقسم المطاعم ضمن المحرر بشكلٍ عامٍ، وضمن مدينة إدلب بشكلٍ خاص، إلى ثلاث أنواع من حيث الحجم وعدد الزبائن ومستوى الخدمة.
مطاعم صغيرةٌ كمطاعم الفول والحمص والفلافل وبعض مطاعم الشاورما، ومطاعم متوسطة الحجم كتلك التي تقدم الحلويات أو بعض المشروبات والتي يطلق عليها “كفتيريات”، والقسم الأخير المطاعم الكبيرة التي تضم 100 طاولةٍ وأكثر، وهذه المطاعم بازديادٍ مضطردٍ.
أحصى فريق المركز الصحفي أكثر من 10 مطاعم من هذا النوع ضمن المدينة، ولكن، هنا يتساءل مهتمون لماذا تتجه كل المشاريع إلى الطعام وافتتاح المطاعم؟، ولماذا تحرز تقدّماً ونجاحاً على الرغم من الوضع الاقتصادي السيء للناس !!
بعد البحث والتمحيص في هذه الظاهرة وجدنا أن أسباباً عدة تقف خلف ذلك، منها أن مشاريع الطعام ذات ربحٍ مضمونٍ لأنها تعتمد على الوجبات السريعة، وخصوصاً مع اتجاه نمط الحياة في مدينة إدلب إلى طبيعة الحياة في المدن الكبرى والسرعة في كل شيء، بالإضافة لأسبابٍ تتعلق بعدم الحاجة لموافقاتٍ معقدةٍ كما في أيام حكم نظام الأسد، وكذلك رخص اليد العاملة في هذه المشاريع، سألنا أبو محمد عوض أحد أصحاب المطاعم في مدينة إدلب عن سبب اختياره لهذا النوع من المشاريع فقال:
” الطعام هو أكثر المشاريع نجاحاً في إدلب لذلك استثمرت أموالي في هذا المطعم، الناس تجد أحيانا أن شراء الطعام الجاهز أكثر رخصاً من إعداد وجبةٍ في المنزل، على سبيل المثال لصناعة طبخة مثل الكوسا محشي في بيتك أنت بحاجة الى 30 ليرة تركية لإعدادها في حين سعر الفروج في المطعم لا يزيد عن 20 ليرة ”
كذلك التقينا مع أحد زبائن تلك المطاعم سيدة تدعى أم تامر وسألناها عن سبب تناولها الطعام في مطاعم المدينة وما يدفعها لذلك فقالت:
” الناس تعاني من ضغوط الحرب والحياة القاسية لذا فهي تعتبر المطاعم مكان للترويح عن النفس، وضرب من ضروب الترفيه للأطفال، كما أن عدد المطاعم الكبير يفتح باب المنافسة بينها ويخفض الأسعار ”
ولكن وفي الجهة المقابلة هناك العديد من المشاريع المرتبطة بالطعام والمطاعم فشلت واضطر أصحابها لإغلاقها بعد الخسارة، فالموضوع مرتبطٌ بنوعية وجودة ما تقدمه تلك المطاعم من عروضٍ وتخفيضاتٍ ومن نوعية طعامٍ يجعل من الزبون يرتاد هذا المطعم أو ذاك، وكل من لا يهتم بهذه الناحية بالتأكيد سوف يضطر لتحمل الخسارة والإغلاق .
تبقى تلك الظاهرة حالةً جيدةً وصورةً مشرقةً لواقعٍ تحوفه الآلام والمآسي، ودليل سير المجتمع نحو النمو وتحريك العجلة الاقتصادية والابتعاد رويداً رويداً عن الحرب وتبعاتها، ولا بد من دراسةٍ معمقةٍ أكثر للاستفادة من قصص نجاحٍ في مجالاتٍ أخرى .
المركز الصحفي السوري
ضياء عسود
عين على الواقع