على أنغام الأناشيد الدينية العربية، ومع حلول موعد الإفطار، تمتلئ مطاعم عربية، في مدينة إسطنبول التركية، بصائمين عرب يمنون أنفسهم بتناول وجبة، تشبع ذكرياتهم وحنينهم إلى أوطانهم.
وتنتشر المطاعم لا سيما السورية بكثرة في عموم تركيا، وخاصة في إسطنبول، التي يقيم فيها مئات الآلاف من السوريين، إلى جانب مواطنين عرب أغلبهم من فلسطين واليمن، ومصر، والعراق، وليبيا، ليشكلوا معا جالية عربية يتجاوز تعدادها المليون مواطن، بحسب أرقام رسمية تركية.
وعلى الرغم من تأكيد القائمين على المطاعم العربية، بأن هذا العام يشهد إقبالا أقل من العام المنصرم، إلا أن جولة لمراسل “الأناضول”، كشفت عن إقبال كبير، على المطاعم، بهدف تناول وجبة إفطار بنكهة عربية.
وتختلف دوافع الصائمين المقبلين لتناول الإفطار في المطاعم العربية، فمنهم من يرغب بأن يعيش أجواء رمضانية كالتي في بلاده، وآخرون يريدون تناول الأطعمة العربية المحببة لهم، التي يصعب العثور عليها في المطاعم التركية.
المواطن السوري محمد العلونلي، قال لـ”الأناضول”: “قدمت إلى مدينة إسطنبول قبل أربعة أشهر، وهذا أول رمضان لي خارج سوريا، ووجدنا العديد من المطاعم السورية التي تشعرنا نسبيا، بأننا في بلادنا”.
وأضاف “العلونلي”، “يوجد جميع أنواع الطعام العربي هنا، وهذا من شأنه تخفيف حدّة الغربة علينا، خصوصا أن ثقافة الطعام السوري مميزة ومختلفة خاصة في شهر رمضان. نتمنى الخير لبلادنا وأن نرجع إليها، ونعيش رمضان مع عائلاتنا هناك”.
ولا تشعر السائحة التونسية، أمل بلحولة، أن هناك اختلافا كبيرا في أجواء شهر رمضان، بين تركيا والبلدان العربية.
وتقول “بلوحة”، لـ”الأناضول”، “وصلت إلى إسطنبول منذ أيام، وأشعر بأن الأجواء جميلةٌ جداً، والمطاعم هنا شبيهة جداً في المطاعم العربية”.
ولكن المواطن المصري، أحمد حسين، يرى أن إحياء طقوس رمضان في تركيا تختلف عن مصر، إلا أنه يستمتع بتناول وجبات الطعام العربية في إسطنبول، والصلاة في مساجدها التي تشبه جوامع القاهرة، كما يقول لـ”الأناضول”.
من جانبه، يقول السوري نزار بيطار صاحب سلسلة مطاعم في تركيا، للأناضول “ما يزيد الإقبال على المطاعم السورية، رخص ثمن وجباتها، إضافة إلى أنها توفر مشروبات رمضانية عربية، مثل التمر الهندي، وعرق السوس، والجلاب”.
وتشير أرقام رسمية، إلى أن تركيا تستضيف قرابة 3 ملايين سوري، فضلا عن مئات الآلاف من العراقيين، والمصريين، واليمنيين، والليبيين، الذين وجدوا فيها ملاذا آمنا، نتيجة الصراعات السياسية والحروب التي تعصف في بلدانهم.
الاناضول