بعد يومين من انتخابات مجلس الشعب كان الإقبال متوسطا بحسب مراسلة موقع “دمشق الأن” المغطية للحدث، تقسّم لنا الشرائح الأكثر بروزا من المشاركين في “العرس الوطني للدمقراطية!!” بحسب تعبيرات النظام، تقول المراسلة أحدثت الحكومة السورية 2000مركز انتخابي، 534 منها لاقتراع أبناء المدن والمناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
“انتخبت يا معلم؟؟” .. “لا والله ..ما بعرف حدا منهن”، أكثر عبارة ساخرة متداولة في الشارع الدمشقي في هذه الأيام، فمعظم المرشحين مجهولون بالنسبة إلى الشعب، على شاكلة الأعضاء السابقين منهم المتعارف عنهم دوما من قبل الشعب السوري أنهم الدمى النيام الكركوزات.. خلال الجلسات، وبصفة عامة تجمع الأعضاء البارزين والدمى صفة كبرى واحدة هي صفة التصفيق.. بلا مبررات، وإذا خرج عن هذا النسق أحدهم كان شاعرا مدّاحا لرأس النظام.
نقلت الصفحة تحت عنوان ” من نزل إلى مراكز الانتخابات”، أولهم أضعف الشعب السوري، الموظفون في الدولة؛ وذلك خوفا من عواقب عدم الانتخاب، فكثير من الدوائر الحكومية أكدت على موظفيها، “أن الانتخابات هي تأييد لاستمرارية الدولة السورية، ورصاصة في صدر الإرهابين الذين يردون دمار البلد!!”، لينزل المواطن مغلوبا على أمره خوفا من أكبر تهمة من ممكن أن توجّه له ” الإرهاب…أو الوقوف مع الإرهاب وعدم المشاركة في الدمقراطية”.
الشريحة الثانية ممّن شاركوا أيضا بالانتخابات هم المستعرضون من “أفراد الميليشيات” وذويهم، فحسب ما كتبت “دمشق الأن” عن رانيا التي هتفت بعد انتخابها “كرمى لعيون الجيش” فقد خسرت ابنها في ريف حلب، ليستعرض كثير من العساكر مشاركتهم في الانتخابات بعد أن سُمح لهم للمرة الأولى في سوريا، “نزل رفيقي بدالي مناوبة ع جبهة جوبر كرمال بس أنزل وانتخب بالدم لسيادة الرئيس …،(يختم كلامة) ..نحن فدا سيادتوا وفدا الوطن …وكالعادة الهتاف بالروح بالدم نفديك يا بشار!!”، ..”يعلق مواطن”. الانتخابات هي لمجلس الشعب ولا علاقة لرأس النظام بالانتخابات .
لتكون الشريحة الثالثة هي الفئة الأخيرة القليلة التي مازالت مؤمنة بمصداقية الانتخابات وأن النظام يحاول إصلاح ما أفسده المفسدون من أتباع النظام، ” لينزلوا وينتخبوا، ويصفوا أن شوارع دمشق تشهد ازدحاما غير مسبوق”.. لكن الشوارع كانت مزدحمة بسبب طول زمن وقوف السيارات على الحواجز التي ضاعفت تفتيشها للمارّة بحجة وجود خلايا “إرهابية ” مفادها استهداف النقاط الانتخابية.
ينتهي التصويت بتمديد ساعات الانتخابات خمس ساعات، أملين أن يأتي أحد ليشارك بـ”الديمقراطية المزعومة”، فالعسكري الواقف على أبواب المراكز يقول ساخرا، ” إنهم متأكدون من نجاحهم، ينامون مطمئنين كل ليلة إلى ذلك، أو لعلهم لا ينامون من شدة الحماسة لساعة إعلان نجاحهم” على الرغم من تأييد هذا العسكري ذاته للعملية الانتخابية، آمالا أن تكون بداية لتوفير حياة أفضل للمدنيين.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي…