قبل أن تطلق الدول الغربية الثلاث أميركا وفرنسا وبريطانيا صواريخها فجر الأحد 15 أبريل/نيسان، كان القائمون على مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق قد أفرغوه من معظم محتوياته بحسب شهادات حصلنا عليها.
فعلى ما يبدو أن النظام السوري قد توقع أن يكون هذا المركز هدفاً استراتيجياً محتملاً لتلك الدول، التي جعلت من السلاح الكيماوي عنواناً لهذه الحملة، وخاصة أنه تردد ذكره من قبل المعارضة السورية كأحد مراكز تصنيع السلاح الكيماوي، وكانت الخزينة الأمريكية قد وقعت في وقت سابق عقوبات على 271 موظفا يعملون في المركز.
وفي الوقت الذي بدأت تنتشر فيه أ الصور والفيديوهات إلى الدمار الهائل الذي تعرض له المركز، أكد لنا سوريون لهم أقارب يعملون في المركز أنه “تم إخلاؤه من كل معداته المهمة”.
فالدمار الذي تتحدث الصور عنه هنا يقتصر على البناء فقط.
وحتى الدبابات شاركت في عملية الإخلاء هذه، تقول أم أنس التي تواصل معها عربي بوست عبر الفيسبوك “كنا شبه متيقنين أن المركز سيتم استهدافه، منظر الدبابات والشاحنات التي نقلت الأثاث كان ينبئ بذلك”.
فما إن أعلن الرئيس الأميركي احتمال توجيه ضربة للعاصمة دمشق، لم تهدأ حركة شاحنات النقل من أمام منزل أم أنس في مساكن برزة، القريب من مركز الأبحاث العلمية، كانت محملة بمختلف الأغراض تقول أم أنس.
أم أنس التي اختارت أن تحدثنا بهذا الاسم رفضت ذكر اسمها الحقيقي خوفاً على نفسها أمنياً، فقد اعتبرت أن ما تقوله يخص أمن الدولة وقد تعتقل بسببه.
وخاصة أن الحركة حول مركز البحوث بحسب وصفها لطالما كانت “مريبة”، تحيطه حواجز أمنية كثيفة قبل أن يقترب أي شخص منه.
وهذا الأمر ليس جديداً عن هذا المركز، الذي لا يستطيع دخوله أي شخص بدون تصريح رسمي وخاصة أنه يتبع مباشرة للقصر الجمهوري.
وقد أرسلت أم أنس لنا مقطع فيديو، صورته على عجل، يدها ترتجف، محاولة من خلاله تسجيل صورة إحدى الناقلات عليها دبابة وهي تنقل الأثاث، طلبت منا عدم نشره خوفاً من أن يتم تحديد موقع منزلها.
وكان الإعلام السوري قد تحدث عن الدمار الذي أصاب مركز البحوث العلمية.
مع العلم أنهاليست المرة الأولى التي يستهدف فيها هذا المركز، فقد سبق وأن قصفته إسرائيل في ديسمبر 2017، وتأتي أهمية هذا المركز كونه مرتبطاً مباشرة بالقصر الجمهوري، ويمتاز بطابعه العسكري ويعمل على تطوير أسلحة الجيش، بحسب تصريحات سابقة لأحد المنشقين منه، ولكن بحسب التلفزيون السوري فإنه لا خسائر بشرية في المركز.
التلفزيون الرسمي السوري هو الآخر نشر فيديوهات من داخل المركز، يبدو الدمار واضحاً إضافة إلى تصويره عددا من مركبات النقل المرمية
على الطرقات داخل المركز
وقد شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت 14 أبريل/نيسان 2018 ضربات عسكرية على أهداف للنظام سوريا رداً على هجوم كيميائيو اتهمت دمشق بتنفيذه في دوما قرب دمشق.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب توجه به إلى الأميركيين من البيت الأبيض “تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا”، مضيفاً “أمرت القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية”.
المصدر:هافينغتون بوست