خمس سنوات من الثورة والمرأة السورية تعاني وتقاوم بكل ما لديها لتربية أطفالها وتحمل نفقاتهم، بعد أن أخذت الحرب منها زوجها الذي استشهد في هذه الحرب أو اختطف أو عاد إليها مصابا غير قادر على العمل، فلم تترك الحرب خيارا للمرأة سوى العمل.
ففي كل بيت هناك قصص وحكايات عن نساء صمدن رغم ظروف الحياة الصعبة والحرب الدائمة وغياب المعيل.
تقول السيدة إيمان :”كان زوجي (موظف) استشهد منذ سنة ونصف في ريف حماه وترك لي ابنتين لا يتجاوز عمر الكبرى ٦ سنوات بينما ابنتي الصغرى لم تتجاوز السنتين من عمرها، ولم أعلم كيف سأعيش بعد استشهاده “.
وأضافت: “بدأت بالعمل بعد استشهاد زوجي فكنت أقوم بتوصيل ابنتي الكبرى إلى المدرسة مشيا على الأقدام وأترك الصغرى عند أمي وأذهب للعمل في معمل للخياطة، ولا أجد الراحة في منزلي أيضا بسبب تراكم المشاغل والاهتمامات سواء ببناتي وأمي وتنظيف المنزل، فقد اختطف زوجي في مدينة حماه حيث ذهب ليتقاضى راتبه ليعود جثة، فلم أجد بعد وفاته من معيل فاضطررت لأن أكون الأب والأم لأولادي”.
كذلك الحال عند جارتها سعاد تقول :”كنت وحيدة لأهلي ما إن أتى نصيبي وتزوجت، وبعد فترة اختفى فلا أعلم أين هو الأن ومن هي الجهة التي اختطفته، فقبل سنه من الآن هاجر إلى لبنان قاصداً العمل وإلى الآن لم يكلمنا، إما أنه قتل وهو في طريقه إلى الخارج أو أنه احتجز في سجون النظام “.
وتابعت قائله: ” ليس لدي أي معيل كل ما أملك بعض المصاغ الذهبية التي قدمها لي زوجي عندما تزوجني فاضطررت لبيعها والنفقة منها على نفسي وأنا الآن أبحث عن عمل “.
هنا وقد حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقرير نشرته في حزيران عام 2014 أن عشرات الآلاف من نساء سوريا وقعن في دائرة المشقة والعزلة والقلق في سوريا ليكافحن من أجل البقاء في ظل هذه الحرب القاتلة.
أيضا رهام تقول :”أنا متزوجة لكن ليس لدي أطفال وزوجي بترت قدماه الاثنتان جراء القصف من قبل الطائرات السورية منذ سبعة أشهر على قريتنا فاضطررت الآن لنقل مسؤولية العمل من زوجي إلي فبحثت عن عمل والآن أعمل في ورشات عدة بحسب العمل “.
وبعد أكثر من خمسة أعوام على بدء الحرب في سوريا، لتصبح العديد من النساء مجبرات على إعالة أسرهن بعدما كان الرجل هو المعيل التقليدي للأسرة في سورية.
هذا هو حال المرأه في سوريا في ظل هذا الوضع المؤلم، تتخطى بعض مسائل الحياة بصعوبة جداً وتهرب من مسألة لتقع في أخرى.
إبراهيم الحاج أحمد ـ المركز الصحفي السوري