مراسلة المركز الصحفي السوري
ريم أحمد
المدن الثائرة المُحاصرة …بين خيارين أحلاهما مُر
منذ بداية الأزمة والمدن الثائرة تشهد حصاراً تفرضه القوات النظامية يؤذي في كثير من الأحيان إلى انعدام الغذاء والدواء، إضافة إلى القصف العشوائي الذي لا يهدأ
هذه المدن هي التي قرر أهلها أن يخرجوا في مسيرات احتجاجية على عنف النظام فشهدت معارك دامية، و أصبحت شوارعها وتضاريسها مخفية وكل شيء بها مدمر جراء الحرب فباتت مدن الموت المُستنهض ،
وإن اشتاقت أذناك لسماع موسيقى ما فلن تسمع إلا أصوات طلقات متتالية أو قصف متفجرات ليست بألعاب نارية بل ألعاب نفسية وروحية … هذه المدن التي اعتادت منذ نشأتها على الاندماج الطائفي “علويين وأكراد وأرمن وسنة ومسيحيين هي الآن تجذ نفسها واقفة أمام ذل التشرذم والتفرقة … وأمام تقسيم طائفي مفاده الخلاف بين علويين وسنّة …
ومن منا لا يعلم مدى تصريح لمنظمة اليونيسيف بعدد المشردين من أطفال هذه المدن وما قدمته من مساعدات وملابس شتوية وأغذية و و و خاصة أن هذا التشرد كان من المواضيع المهمة والأساسية على طاولة مفاوضات جنيف 2 لكنها فشلت أن تقنع ممثلي الحكومة بقبول دخول المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة.
وعلى صعيد آخر، ما زالت الحكومة السورية تبتز أهالي المدن ، وتقدم عروضا رخيصة “الاستسلام مقابل الطعام” و المياه و تعطي الحرية للنساء والشيوخ والأطفال في مغادرة المدن إلى حيث التشرد الأكبر و العيش الأكثر إهانة مما سبّب ضغطاً سكانيا بل حشرا في بعض المدن في المدارس – الحدائق – الشوارع – المخيمات – الجبال …….أما عن فك الحصار فهو مشروط في حالة استسلام المقاتلين وتخليهم عن السلاح.
اعتاد الثوار بقلوبهم النابضة و قراراتهم الحاسمة أن يرفضوا الاستسلام بعد أن أصبحت مدنهم قبله للمقاومة ورمزا للبطولة .