نشر موقع “كتائب ردع الخوارج”، محاضرة مطوّلة للداعية السعودي المقيم في سوريا، عبد الله المحيسني، قارن فيها بين صفات “الخوارج”، وتنظيم الدولة.
وكشف المحيسني عن 30 صفة من صفات الخوارج، انطبقت بشكل تام على تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن كل جماعة لها صفات مؤسسة (أصليّة)، وصفات مدللة (مشبّهة).
الصفة الأولى التي ذكرها المحيسني هي: “قتلهم لأهل الإسلام”، مستدلا بعدة أحاديث وأقوال لأهل العلم، منها الحديث المتفق عليه “الخوارج يقتلون أهل الإسلام”، وقول ابن تيمية “الخوارج يستحلون دماء أهل القبلة لاعتبار أنهم مرتدون”.
وتابع: “هم – تنظيم الدولة – يعتبرون الذي يحدثكم اليوم مرتدا، وإن صلينا وصمنا. يعتبرون إخوانكم في جبهة النصرة مرتدين وإن جاهدوا في سبيل الله. يعتبرون إخوانكم في أحرار الشام مرتدين. يعتبرون جيش الفتح جيش ردة. ويعتبرون إدلب أصلا أرض كفر وليست أرض إسلام. ويعتبرون حلب كذلك. وهذا الكلام ليس غريبا، بل هذا يعرفه الجميع؛ لذلك هذه الصفة الأولى تكفير أهل الإسلام”.
الصفة الثانية هي “تكفير المسلمين”، قائلا إن تكفيرهم وصل لمن كان أميرهم في السابق، أيمن الظواهري، ولمن كانوا يتبعون له – طالبان -، وذلك عبر كتاب أصدروه بعنوان “التبيان في ردّة طالبان”.
الصفة الثالثة التي ذكرها المحيسني، هي تصدير تنظيم الدولة لصغار السن في الإمارة، متابعا: “يقول لأحدهم قتالكم أولى من قتال النظام، قلت والسبب؟ قال لأنكم مرتدون، والنظام كافر أصلي! أليست هذه سفاهة؟! بلى والله، أعظم أنواع السفاهة”.
صفة الخوارج الرابعة التي قال المحيسني إنها تنطبق على تنظيم الدولة هي “صلاح الظاهر”، مستذكرا “ابن ملجم” الذي قتل علي بن أبي طالب، حينما أراد الصحابة قتله بكى لأن “لسانه سينقطع عن ذكر الله”.
“الفهم الخاطئ للقرآن”، هي الصفة الخامسة للخوارج التي قال المحيسني إنها تنطبق على تنظيم الدولة، متابعا: “جماعة البغدادي يقرؤون قول الله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} ويشيرون إلى المسلمين؛ إذا هي آيات نزلت في الكفار نزلوها على المؤمنين”.
وتابع: “الصفة السادسة، يقول ابن عمر -رضي الله عنه- في الخوارج: (والخوارج هم شر خلق الله -سبحانه وتعالى-، انطلقوا إلى المسلمين فكفّروهم وقتلوهم حتى إنهم يذهبون إلى زوجة الرجل فيتزوجها الرجل منهم بزعم أن زوجها كفر). موجودة أو لا؟ موجودة، ووالله إنها موجودة، وأعرف كثير امن المجاهدين، يبكي ويقول زوجتي ذهبت إليهم تظن أنها خلافة، فقالوا زوجك مرتد وتزوجوها!”.
الصفة السابعة هي مبادرتهم بقتال المسلمين، حيث قال ابن تيمية: “اتفق الصحابة والعلماء بعدهم على قتال الخوارج؛ فهم بغاة على المسلمين إلا من وافقهم وهم يبدؤون المسلمين بالقتال، ولا يندفع شرهم إلا بالقتال”، وأضاف المحيسني: “اسمع إلى خطاب العدناني يقول هكذا: (سنفرّق الجماعات، وسنمزّق صفها، وسنقتل التنظيمات، وسنفعل وسنفعل)”.
الصفة الثامنة هي “اجتهادهم في قتل كل مسلم لم يوافقهم”، وقال المحيسني إن ذلك ظهر جليا في مفخخاتهم التي يرسلونها إلى سلقين، وسرمدا، وحلب، وغيرها.
وأضاف: “التاسعة أن الخوارج يتبعون المتشابه من النصوص ويعرضون عن المحكم، دين الله يا إخواني والقرآن والسنة على نوعين: محكم ومتشابه. المحكم هو الكلام الواضح حين يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} هذه آية واضحة في تحريم قتل المسلمين، وأن من قتل مسلما بغير حق فإن له نار جهنم، يتركون الآيات الواضحة فيقتل المسلمين، ويأتون إلى الأحاديث المتشابهة. يأتي ويتحدث ويقول نحن سنأتي في مرج دابق ويأتون بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مرج دابق، ويقولون هذه الأحاديث تتكلم عنا. هذه الأحاديث تُسمى متشابهة، لماذا؟ لأن مرج دابق اليوم يكون بيد الفصيل الفلاني، غدا تأتي معركة ويكون بيد الفصيل الفلاني، وقبل سنتين كان مرج دابق مع النظام السوري النصيري، وهكذا؛ إذا هل يُعقل أن تعرف الحق بناء على مرج دابق، من يأخذ مرج دابق فهو على حق ومن لا يأخذه فهو على باطل؟! لا، هذا متشابه، تعرف الحق من قال الله وقال رسوله”.
الطعن بالعلماء، هي الصفة العاشرة للخوارج التي ذكرها المحيسني، وقال إنها تنطبق على تنظيم الدولة، والتي بدأها ذو الخويصرة بطعنه بالرسول عليه السلام، وأكملها الخوارج بطعنهم بعبد الله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال المحيسني: “انظر إلى خطاب العدناني الأخير ماذا يقول فيه، يقول بهذا الحرف: (أما نحن فقد أسقطنا الرموز، وأسقطنا هذه الأصنام -يعني العلماء-). ثم يقول: (وهؤلاء -يعني العلماء- حمير الطين)”.
وأضاف: “الصفة 11، الخوارج ليس لهم علماء صدق يقودونهم، ولا تكاد تجد لهم كتابا معتمدا. يقول ابن تيمية (الخوارج إنما يُعرفون من كلام الناس عنهم، ليس لهم كتب ولا علماء)، هل للخوارج اليوم علماء من العلماء الكبار المعروفين؟! والله أتعجب، لا تجد عالما واحدا من العلماء المعروفين معهم، إنما يأتون بشباب جدد في العلم وينفخون فيهم ويظهرونهم، سبحان الله! أين العلماء؟! هل يجتمع علماء الأمة كلهم على حرب الخلافة لو كانت خلافة؟! سبحان الله! “.
الصفة 12، التي ذكرها المحيسني أن “الخوارج يسمون دارهم دار إسلام ودار غيرهم دار كفر لا يُطبق فيها شرع الله. موجودة أو غير موجودة إخواني؟ اقرأ اليوم كتاباتهم، واقرأ خطابات المتحدث باسمهم العدناني يقول: (فالحق بدار الإسلام -يعني موقعه ودولته- فإنه لا يُطبق شرع الله إلا فيها)”.
وتابع: “الصفة 13 أن جماعة الخوارج يقولون بإمام يضعونه وينصبونه ويسمونه أمير المؤمنين ويوجبون قتال من خالفه. يقول الشهرستاني في الملل والنحل عن الخوارج: (وبدعة الخوارج تبدأ من الإمامة، فيجوزون أن يضعوا إماما من عندهم وينصبونه برأيهم، ويعاشر الناس، فإذا كان إمام من خرج عليه يجب نصب القتال معه)”.
وعن صفة “نقض العهود والمواثيق”، قال المحيسني: “قوله تعالى {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، يقول مصعب بن سعد -رضي الله عنه-: سألت أبي من هؤلاء؟ قال المراد بهذه الآية هم الحرورية، أي الخوارج. وانظر إلى نقضهم العهود وإلى غدرهم تجد عجبا”.
وتابع: “انظر إلى ذلك الذي دخل مدرسة التوحيد على لواء التوحيد دخل ويقول جئناكم لأجل المفاوضات، فلما اجتمعوا فجّر نفسه! أليس هذا غدرا؟!”.
الصفة 14 هي “خروجهم على المسلمين بدعوى أن غيرهم لا يطبق شرع الله”، مثل موقف حصل مع علي رضي الله عنه وهو يخطب حيث “قام إليه رجل من الخوارج، فقال يا علي أشركت في دين الله الرجال، ولم تحكم شرع الله، ولا حكم إلا لله، فتنادوا من كل جانب لا حكم إلا لله، لا حكم إلا لله، فجعل علي يقول هذه كلمة أحق أردتم بها باطلا”.
الصفة 16 هي “ضعف العلم وانتشار الجهل عندهم”، إذ يقول ابن حجر “إن الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم، واستباحوا دماءهم وتركوا أهل الذمة فقالوا: نفي لأهل الذمة بعهدهم واشتغلوا بقتال المسلمين، هذا كله من آثار عبادة الجهّال الذين لم تنشرح صدورهم بنور العلم”.
وتاليا بقيّة الصفات التي ذكرها المحيسني وأنزلها على تنظيم الدولة: ”
17- يصفون من خالفهم بالإرجاء، يقول الإمام أحمد -رحمه الله-: “وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج في قولهم”.
18- الغرور بالنفس وإعجاب عامة الناس. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن فيكم قوما يعبدون ويدأبون حتى يعجب بهم الناس وتعجبهم نفوسهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) رواه الإمام أحمد. وهذه أوضح من أن توضح.
19- يظهرون في الأمة حين افتراق المسلمين وخلافاتهم؛ فقد ظهروا في زمن علي حينما اختلف علي -رضي الله عنه- مع معاوية -رضي الله عنه-، كذلك خرجوا اليوم في الشام من جديد حين فرقة الفصائل؛ لذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج: (يخرجون على حين فرقة من الناس) رواه الإمام البخاري.
20- بدعة استتابتهم للناس، وسرعة إخراج الناس من دين الله؛ حتى إنهم اليوم عندهم -أعني خلافة البغدادي- وضعوا مكاتب للاستتابة، وموعدها فيما أعلم فيما مضى يوم الأحد والأربعاء، ولا يذهب إليهم أحد حتى من المشايخ إلا ويقولون له: قبل أن تدخل تعال نستتيبك من كفرك!
وأضاف المحيسني: “فعلوا ذلك لعلي -رضي الله عنه- فقالوا: (أما بعد؛ فيا علي، إنك لم تغضب لربك، وإنك غضبت لنفسك، فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة، نظرنا فيما بيننا وبينك)”.
21- اعتمادهم على الجدل، والإعلام، والخطابات، وتضليل الناس. يقول أبو العباس: (كان في جملة الخوارج لدد -أي جدل- واحتجاج، وكثرة خطباء، وشعراء).
22- امتحان الناس في دينهم وعقائدهم. يقول إبراهيم بن الحسين: “الامتحان دين الخوارج”.
23- “كلامهم جميل، وأفعالهم قبيحة”. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج: (يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويدعون إلى كتاب الله وليسوا من كتاب الله في شيء).
وتابع المحيسني: “اسمع إلى خطاباتهم، آخر خطاب للعدناني وأستشهد به لقرب وقته: “يا أمريكا قد جئناك، ويا كذا … فصبرا أمريكا، ومهلا أمريكا”، ثم تنظر إلى الأرض فإذا بك ترى مارع تُدمّر، وترى مدرسة المشاة تُدمر، وترى القتل والتدمير! الخطاب يا أمريكا، يا روسيا، يا إيران، تقول: الله أكبر فُتحت واشنطن ونيويورك، عندما تنزل إلى الأرض تجد أنهم يضربون في مارع ويضربون في مدرسة المشاة”.
24- “قتل المصلحة”.
25- لا يقبلون الحق من أي طرف كان، ولا يقبلون النصيحة. يقول ابن كثير: “وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال ابن آدم، فسبحان من نوّع خلقه كما أراد، وسبق في قدره العظيم، وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج: إنهم هم المذكورون في قول الله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} [الكهف: 103]. قال ذلك في البداية والنهاية”.
26- “الورع الفاسد”، قال المحيسني: “تجد أنه يتورع في بعض الأمور، وفي الأمور العظيمة لا يتوّرع فيها”.
27- “الفجور في الخصومة وأبعد الناس عن الرحمة”، وتابع: “(آية المخالف ثلاث …. ومنها: إذا خاصم فجر). ففي بعض كتب الخوارج ككتاب (كشف الغمة) يصف كاتبه عثمان -رضي الله عنه- بأنه أشد فتنة من الدجال! واليوم شاهدهم بمجرد أن يختلفوا مع فلان من طلاب العلم أو من المشايخ، تجدهم يقولون: فلان هذا عميل، وجاسوس، واستخبارات، ومفسد، وصحوات، ومرتد.”
ونوّه المحيسني في نهاية كلمته إلى أن “الكلام السابق لا يعني أن ليس فيهم صادقين وأن ليس فيهم كذا، ولا يعني أيضا إطلاق لفظ الخارجية على كل فرد من أفرادهم، ولكن نتكلم على هذه الخلافة أنها خلافة باطلة خارجية، قد وقعت في صفات الخوارج كلها، إن لم يكن كلها فجلها”.
وأضاف: “رسالة أوجهها لعامة شباب الدولة، وعامة المتعاطفين معهم، وعامة من غُرّر بهم: سمعت هذه الصفات، فاقرأ كلام العلم، ولا تظن أنك ستنجو يوم القيامة، ستقول قد اغتررت، أقول لك: والله إني أشفق عليك أن تأتي بين يدي الله -سبحانه وتعالى- تقول يا رب غرتني الشعارات، يا رب غرّتني الكلمات، فيقول لك الله أما قرأت قولي: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، فماذا ستقول لرب العالمين؟!”.
عربي 21
https://www.youtube.com/watch?v=ftiEuDwE6UM
