يعتقد محققون ألمان بأنهم وجدوا دليلاً قطعياً على أن دكتاتور سوريا بشار الأسد يمول حكمه بأموال المخدرات، إذ أن نظامه متورط بعمق في تجارة المخدرات الاصطناعية (الكبتاغون) وهو عقار منشط يحظى بشعبية كبيرة بين أطفال الخليج.
نشرت صحيفة دير شبيجل الألمانية أمس تقريراً بعنوان “نظام الأسد لن ينجو من خسارة عائدات الكبتاغون” ترجمه المركز الصحفي بتصرف، ويبين تورط الأسد بتجارة المخدرات الاصطناعية، حيث أن النظام يدر جزء كبيراً من عائداته من خلال المبيعات الدولية لمركب الأمفيتامين الكبتاغون ، الذي يحظى بشعبية خاصة في الدول العربية.
وكشفت الصحيفة عن سبب تعاطي الكبتاغون بكثرة في دول الخليج لشعورهم بالملل ولأنهم يحتفلون طوال الليل، كما هو الحال مع قوى الإرهاب والميليشيات الأخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا الذين يريدون أن يشعروا بأنهم لا يقهرون، فيما تباع حصة الأسد من الأقراص، التي يشار إليها باسم “قمرين” أو “لكزس” في الشارع.
كما أشارت الصحيفة إلى أنّ المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى تشتري الكبتاغون مقابل 32 دولارًا للحبة، و وفقًا لتقدير فريق من علماء الطب النفسي الاستقصائيين ، فإن ما يصل إلى 40 في المائة من متعاطي المخدرات الشباب في المملكة العربية السعودية يأخذون الكبتاغون الآن.
وبينت الصحيفة في تقريرها كيف وجد مسؤولو الجمارك الرومانيون في أبريل 2020، داخل الأجهزة 2.1 مليون حبة كبتاغون تحتوي على الأمفيتامين بنسبة 11.5 في المائة وقيمة الشارع 43.5 مليون يورو محملة بوحدات تبريد ماركة Thermo King متجهة من سوريا إلى السعودية عبر رومانيا وبعد المتابعة والمحادثات المشبوهة، ظهرت مجموعة يقودها شخص يُدعى “أبو فؤاد.
كما أفادت الصحيفة بأن أبا فؤاد كبير اللوجستيين لتجار المخدرات هو “إياد. س”، 55 عامًا، من مدينة اللاذقية السورية، حيث كان يدير شركة استيراد وتصدير في الميناء قبل الفرقة الرابعة.
يعيش أبو فؤاد بين تركيا والأردن وأحياناً في مدينة شباير بجنوب غرب ألمانيا ، وفرت عائلته إليها في عام 2015، ويبدو أنه تولى السيطرة على الشحنات الحساسة و الحاويات التي تبحر من اللاذقية وكان لديه مؤيدون أقوياء للغاية، وفق الصحيفة.
ومن بين شركاء “إياد.س” المشتبه بهم زميله السوري محمد ب، وهو رجل ضخم يبلغ طوله قرابة مترين ويعيش في وادي الرور بألمانيا، و يُعتقد أنه متورط في تهريب المخدرات في سوريا حتى قبل أن يفر إلى ألمانيا، ووفقًا للائحة الاتهام ، فقد وقف في مكانة جيدة مع أفراد من عائلة الأسد لدرجة أنه تمكن من العيش في أحد أفضل أحياء دمشق كما ذكرت الصحيفة.
المحققون مقتنعون بأن جميع صفقات المخدرات في سوريا تخضع لحماية نظام الأسد، ووجدوا دليلاً على أن الفرقة الرابعة بقيادة شقيق رأس النظام ماهر الأسد، تجني أيضا أموالا من شحنات المخدرات ويتم إخفاء الحبوب كمنتجات قانونية للشحن في أشياء مثل الإطارات المطاطية أو العجلات المسننة الفولاذية أو لفافات الورق الصناعية، بحسب الصحيفة.
استنادًا إلى قوة التقارير الاستقصائية وشهادات الشهود والمناقشات مع محققي المخدرات على مدار عدة أشهر، تمكنت دير شبيغل والصحيفة اليومية الإيطالية لاريبوبليكا من رسم صورة لنظام يتمتع بسيطرة محدودة على شبكاته الإجرامية، حيث أقام أبناء عموم الأسد وحزب الله وزعماء المافيا المحليون إمبراطوريات صغيرة تتصادم أحيانًا.
وأكد محقق مخدرات سوري سابق وقائد ميليشيا تابعة للنظام وحارس من المصنع وجودها، لكن لا أحد يريد المجازفة بتعريض نفسه للذراع الطويلة للانتقام من الأسد وطلب عدم الكشف عن هويته، حسب الصحيفة.
بدأت صورة تتشكل من نظام معقد سعى من خلاله المهربون السوريون إلى إخفاء آثارهم، وفي النهاية أتاح القليل من الحظ والمثابرة للمحققين الألمان المضي قدما في المحاكمة الأولى ضد مجموعة المخدرات التابعة للأسد.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
https://www.spiegel.de/international/world/syrian-drug-smuggling-the-assad-regime-would-not-survive-loss-of-captagon-revenues-a-b4302356-e562-4088-95a1-45d557a3952a