لا شيء مما طالبت به المعارضة السورية مع انطلاق محادثات جنيف قد تحقق، لا وقف القصف ولا الحصار ولا إطلاق المعتقلين، حسبما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2254.
من ناحية أخرى برز تحذير المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من عدم قدرة الأمم المتحدة على مراقبة أو تنفيذ أي اتفاق سلام محتمل، حسب تسريب لمجلة “فورين بوليسي”.
ما الذي يمنع وقف القصف والحصار والتجويع؟ وما الأفق المنتظر من مفاوضات مستندة إلى قرار أممي تحت البند السادس، أي ليس له قوة إلزامية؟
من أجل حقن الدم
يقول المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض نعسان آغا: الموافقة على المفاوضات استنادا للقرار 2254 إنما من أجل حقن الدم، مع إدراك المعارضة أن القرار “بلا أظافر ويضعنا في يم التفاوض ثم يتركنا”.
وأضاف في حلقة 13/1/2016 من برنامج “حديث الثورة” أن المعارضة لن “تخون دماء الشعب” الذي يريد انتقالا جذريا للحياة السياسية في سوريا.
وتوجه رياض الآغا لروسيا بالقول إنها تضحي بثلاثة وعشرين مليون سوري مقابل رجل واحد، متسائلا “ما الذي يدعو روسيا للتشبث بالسجناء في سجون النظام، وتجويع داريا ومضايا ودير الزور” وهي التي وقعت -وربما صاغت- قرار 2254.
من ناحيته قال المحلل السياسي الروسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ليونيد سوكيانين إن بلاده لا تريد مفاوضات تحت القصف، وهي مستعدة لتنفيذ القرار الأممي بشرط أن تنفذه كل الأطراف.
ومضى يقول إن في سوريا حربا أهلية، مما يعني أن هناك تبادلا لإطلاق النار وليس على روسيا وحدها وقف إطلاق النار.
ورد الآغا على ذلك بالقول إن ما يقوله سوكيانين يعني أن روسيا شريك في حرب أهلية، وإنها دخلتها لكي تنصر النظام لا لكي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
الخصم والحكم
بدوره قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري عبد الناصر العايد: روسيا تلعب دور الخصم والحكم، وتقتل بالتوازي مع المفاوضات، مستندة إلى عقيدة أن المفاوض الذي لا يقف خلفه مقاتل، مفاوض ضعيف.
وواصل القول إن الجيش الروسي يدمر قوى الثورة ومواقعها الاستراتيجية ويستثني “داعش”، بهدف فك الارتباط بين المقاومين والمفاوضين لإجبار الأخيرين بعد ستة أشهر على توقيع صك استسلام.
وعما قاله دي ميستورا عن عدم قدرة الأمم المتحدة على مراقبة أو تنفيذ أي اتفاق سلام قال الكاتب الصحفي المختص في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن أي قرار لا يمكن أن ينجح إلا بدعم دولي ووحدة مجلس الأمن.
وأضاف أن اتفاق القوى الدولية هو ما يتيح إنجاز شيء على الأرض كما حدث في كمبوديا وتيمور الشرقية ولدى احتلال الكويت، بينما الحال في سوريا أن الفيتو استخدم أربع مرات.
الأمم المتحدة مفلسة
من ناحيته قال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار أبو دياب: ما يسمى المجتمع الدولي هو المسؤول عن القتل بسوريا والأمم المتحدة مفلسة أخلاقيا وسياسيا ومعنويا.
وأضاف أن القرار الأممي حول تنظيم الدولة وضع تحت الفصل السابع فكان ملزما، بينما القرار الذي تجري على أساسه المفاوضات السورية ليس له أي قوة.
وخلص إلى أن من عطل مجلس الأمن هما روسيا والصين، يقابلهما تخاذل من أميركا وأصدقاء الشعب السوري، لافتا إلى أن ما تطلبه الهيئة العليا للمفاوضات هي وقائع يتضمنها قرار 2254 ويجب أن تحترم.
الجزيرة