تسير جميع الدول وراء الحضارة وتأمين جميع متطلبات الرفاهية للمواطنين باستثناء الشعب السوري الذي لم يجد طريقه للّحاق بركب هذه الدول في ظل الظروف الراهنة .
فبينما تكون مصادر الطاقة والديزل من ابسط الأمور التي يحصل عليها المواطن في الغرب، تكون من أكبر العوائق التي تواجه احتياجات المواطن السوري في المناطق المحررة، حيث يعاني السوريون في الشمال السوري من صعوبة كبيرة في إيجاد مصادر الطاقة وأهمها ماده المازوت، فتأمين هذه المادة لم يعد بالأمر السهل ، حيث أنهم أصبحوا يعتمدون على المازوت المكرر بالطرق البدائية الذي هو في الحقيقة المتسبب الأول في أعطال المحركات التي هي عصب الحياة، إذ يعتمد عليها الناس في توليد الكهرباء وفي استخراج المياه وفي النقل بالدرجة الأولى .
وغلاء ماده المازوت هو السبب الرئيس في غلاء المواد الغذائية لما يترتب عليها من زيادة مصاريف النقل، ورغم رداءة نوعية المازوت فتحصيله ليس بالأمر السهل فقد أفادنا السيد بلال النعسان مستشهداً بالمثل الشعبي :” رضينا بالبين والبين لم يرض بنا ” أي انه رضي بهذا المازوت رغم أنه مضر بالمحركات ولكنه غير متوفر وإذا توفر فثمن الليتر الواحد يتجاوز 230ليرة سورية.
وبسبب كثره الأعطال الناجمة عن سوء الوقود أصبح تصليح الآليات أمرا في غاية الصعوبة لأنه يستهلك الوقت والمال، يقول السيد مصطفى علي :” عندما أردت إصلاح سيارتي بقيت خمسة عشر يوماً بانتظار دوري وقطعت مسافة تزيد على 70 كم للوصول إلى ميكانيكي ذو خبره فأصحاب الخبرة أصبحوا عمله نادرة تفوق أهميتها الأطباء ” .
ويبقى الشعب السوري متطلعاً إلى حل يلوح بالأفق ينهي معاناته ولا حل سوى إنهاء هذه الحرب التي أهلكت السوريين وزادت من معاناتهم وآلامهم .
المركز الصحفي السوري ـ عبيدة الإسماعيل