وجدت الأسر السورية في الدول الأوربية ملاذا آمنا بعد أن هربوا من الحرب الدائرة في سوريا، وعلى الرغم من وجود الأمان وتوفر كافة وسائل الراحة والرفاهية في تلك الدول إلا أن معظم العائلات السورية تواجه صعوبة الاندماج في المجتمع الأوروبي و في التعامل مع الأبناء خاصة بعد انخراطهم في ثقافة وعادات تلك الدول.
لينا لاجئة سورية في ألمانيا تقول” لم أكن أتوقع يوما أن يخرج أحد أبنائي من البيت دون إذن مني أو أن يكون سعيدا لعدم ارتباطه المادي بي فألمانيا هي من تصرف عليه حسب قوله”.
اختلاف الثقافة والعادات والتقاليد في الدول الأوربية انعكست سلبا على الأسرة السورية بأكملها و جلوس رب الأسرة بدون عمل يعرضه لضغوط نفسية كبيرة منها الاكتئاب والملل فتواجه الزوجة صعوبة في التعامل معه وهذا ما يبرر حالات الطلاق بين الأزواج السوريين المتعددة التي حصلت في الدول الأوربية، وخاصة أن رب الأسرة السوري تعود أن يكون المسيطر على الأسرة.
” كل ممنوع في سوريا أصبح مرغوب هنا و أصبحت أخاف على ابني المراهق من التوجه لشرب المخدرات أو الكحول فكل شيء مباح هنا و لا أزال أتبع معه أسلوب اللين و المراقبة والإقناع كي لا أخسره”. هذا ما قاله أيمن والد لأربعة أولاد في هولاندا التي تشتهر ببيع المخدرات.
وجدت بعض النسوة و الأولاد وخاصة المراهقين من اللاجئين السوريين فرصة في التحكم بالزوج أو الوالدين خاصة و أن القوانين الأوربية تمنع استخدام العنف ضد الأطفال والنساء قد تودي برب الأسرة إلى السجن لعدة أشهر، ولاسيما أن أغلب الآباء في سوريا يعتمدون على العنف في تربية أبنائهم وعدم الانسياق وراء رغبات الأبناء، إلا أن هذا لا يعني أن تلك القوانين لا تتناسب مع مجتمعنا السوري بل على العكس فبعض السوريين وجد فرصة في الاستفادة من القوانين الأوربية الإيجابية التي تعمل على تنمية ثقافة الأطفال ومواهبهم.
تعلق إحدى الأمهات على صفحتها في الفيس بوك ” والله العيشة غير بألمانيا أولادي طوال النهار بالمدرسة، تعلموا اللغة الألمانية والرسم و الموسيقى وألعاب كتيرة ما كانوا يعرفوها بسوريا”.
الكثير من العادات والمفاهيم الاجتماعية السورية والمستمدة أغلبها من تعاليم الدين الإسلامي قد تنعدم في المجتمع الأوروبي بسبب الصدمة الحضارية ومستوى الحريات المتوفرة في هذه الدول التي يواجهها السوريون.
أماني إحدى اللاجئات السوريات تقول ” على الرغم من كل الإيجابيات في فرنسا إلا أن الفرنسيين ينحازون للمسيحيين من اللاجئين السوريين بشكل واضح”.
“مرتاحين بس والله مو مبسوطين” عبارة يرددها جميع السوريين في الدول الأوربية، لم يذهبوا للبحث عن الطعام والشراب والمأوى والملذات اﻷخرى بل هربوا من الحرب بحثا عن اﻷمن و اﻷمان.
سلوى عبد الرحمن
المركز الصحفي السوري