لا تقتصر معاناة اللاجئين في المخيمات اللبنانية التي لا تقي برد الشتاء وقساوة طقسه وثلوجه، ولا حرّ الصيف وقلة خدماته عداك عن تعرض المخيمات للاحتراق، بل تتعاظم المعاناة مع الاستمرار الانتهاكات ضدهم، حيث ينفذ الجيش اللبناني مداهمات دورية في مخيمات النازحين السوريين المنتشرة في مناطق مختلفة.
ناسين أن المواطن السوري وعلى مدار السنين الماضية، الأكثر مضيافاً ومحبة للآخرين، ويشهد تاريخ سوريا بذلك، فمع الظروف الصعبة التي شهدتها دول الجوار والحروب التي عاناها الجيران قبل أن يعانيها الأهل في سوريا، كان للسوريين الكثير من المواقف المشرفة، والبطولية تجاه من قصد الأراضي السورية، واحتمى بسمائها وأرضها.
أما عن آخر الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون بعد هروبهم من ظلم “نظام الأسد” اقتحام الجيش اللبناني لمخيمات السوريين في عرسال على الحدود السورية اللبانينة، بتهمة ملاحقة الإرهابيين، وقد أسفرت العملية عن مقتل عدد من الأشخاص واعتقال المئات وتعذيبهم بصورة مهينة
مقابل الصورة الإنسانية قابلتها صورة وحشية تنظر للنازح السوري على أنه إرهابي لا بد من التخلص منه.
وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان له، بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات الجرائم التي وقعت بحق اللاجئين السوريين، ومحاسبة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب، داعياً إلى السماح للمحامين بمتابعة مهامهم، والتواصل مع جميع المعتقلين والتحقق من ظروف اعتقالهم، مشدداً على ضرورة تسليم أي جثث متبقية إلى ذويها دون أي شروط، وضمان تنفيذ الإجراءات القانونية.
لم تكن تلك الانتهاكات بالوحيدة فقد أطلق نشطاء سوريون من قبل على مواقع التواصل الاجتماعي هشتاغ #أخرجونا_ من_ لبنان، كرد فعل على الانتهاكات التي يرتكبها الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون لاجئ.
ومن المعلوم أن السوريين على الأراضي اللبنانية يتخذون صفة لاجئ رسمياً وفق قيودٍ منحتهم إياها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ناهيك عن مساهمة الإعلام اللبناني برسم صورة اللاجئ السلبية في العقلية اللبنانية حيث صور اللاجئ السوري على أنه متسول، أو متسبب بالغلاء الحاصل، أو حتى أنه سبب لرفع مستوى العنوسة في لبنان.
تدمدم “أم وجيه” (41 عاماً) إحدى النازحات في مخيم سقطت على أبواب خيامه الكرامة والرحمة بحسرة قلب “السموم العنصرية تلاحق اللاجئين السوريين، ليصبحوا هم علّة العلل!.. أخي اللبناني بتعرف أنو بيتي يلي تهجرت منه يسكنه الآن شريك بالوطن.. حزب الله؟”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد