واشنطن-“القدس العربي”:
أشعل إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تنفيذ ضربة قاتلة للجنرال الإيراني قاسم سليماني”عاصفة نارية” في مبنى “الكابيتول هيل”، حيث أشاد العديد من أعضاء الكونغرس بهذه الخطوة، وحذر آخرون من عواقب غير محسوبة.
وجاءت ردود الفعل بعد أن أعلنت وزارة الدفاع في بيان أنها أجرت غارة جوية على مطار بغداد الدولي لقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي تتهمه واشنطن بتوجيه وكلاء طهران في جميع أنحاء المنطقة وتتهمه، ايضاً، بالمسؤولية عن هجمات على القوات الأمريكية في العراق.
وقال البنتاغون إن سليماني طور بنشاط خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وجنود أمريكيين في العراق وفي جميع انحاء المنطقة، وكان مسؤولا عن مقتل المئات من أفراد الخدمة العسكرية وقوات التحالف وجرح الآلاف منهم.
وسارع حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكونغرس إلى الاشادة بالعملية، قائلين إن القتل بعث برسالة قوية إلى إيران، وقد يكون رادعاً قوياً لوكلاء إيران في العراق، وعبر السيناتور ليندسي غراهام عن فرحته بالعملية قائلاً” واو، لقد ارتفع ثمن قتل وجرح الأمريكان بشكل كبير، هذه ضربة قوية للنظام الإيراني، لقد كان سليماني أحد أكثر أعضاء نظام آية الله قسوة وشراسة” وأضاف ليندسي، أحد صقور السياسة الخارجية أن يد سليمان كانت ملطخة بالدماء الأمريكية.
ولاحظ السيناتور ماركو روبيو أن “الإجراءات الدفاعية” التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد إيران تتفق مع التحذيرات الواضحة التي تلقتها، مؤكداً أن طهران اختارت تجاهل هذه لتحذيرات لأنهم اعتقدوا أن الإدارة كانت مقيدة بالتصرف بسبب الانقسامات السياسية المحلية.
وردد السيناتور توم كوتن أن أمريكا أصبحت الآن أكثر أمناً بعد زوال سليماني.
وأيد جمهوريون كانوا ينتقدون ترامب في بعض الاحيان الهجوم، قائلين إن الاغتيال كان القرار الصحيح، حيث قال السيناتور بن ساسي إن ترامب قام بعملية صحيحة وشجاعة، وأضاف أن سليماني مات لأنه كان شريراً.
ومن المرجح، وفقاً لتوقعات العديد من المحليين، أن يسفر الهجوم في بغداد إلى مزيد من التصعيد لوضع متدهور بالفعل في الشرق الأوسط.
وأعرب بعض الديمقراطيين عن قلقهم من أن مقتل القائد الإيراني قد يؤدي إلى ضرب أعنف لقرع طبول الحرب مع إيران، وقد يعرض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط للخطر.
ونقلت منصة “ذا هيل” القريبة من الكونغرس عن النائب توم أودال قوله إن الضربة يمكن أن تضع الولايات المتحدة والقوات الأمريكية والمواطنين في خطر، مشيراً إلى أن الضربة قد تؤدي إلى اغراق الولايات المتحدة في حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط، لا يريدها الشعب الأمريكي ولا يدعمها.
وحث أودال غدارة ترامب على تغيير المسار ومتابعة الدبلوماسية قبل أن تشتبك الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط دون نهاية في الأفق.
وقال النائب سيث مولتون، الذي شارك في حرب العراق، إن سليماني كان عدواً للولايات المتحدة، ولكن السؤال الذي كنا نطرحه في العراق دائما هو: هل حربنا تولد المزيد من الإرهابيين أكثر مما نقتل؟، مشيراُ إلى أن أمريكا تنتظر الآن رد فعل إيران على تصعيد دونالد ترامب.
وجادل ديمقراطيون أن ترامب لم يكن لديه سلطة الأمر بتنفيذ الضربة دون موافقة الكونغرس، وتساءل السيناتور كريس مورفي: هل فتحت إدارة ترامب، دون أذن من الكونغرس، أبواب حرب أقليمية ضخمة محتملة؟.
ورد الجمهوريون على الانتقادات قائلين إن ترامب عليه التزام بالرد على الهجمات السابقة ومنع هجمات مستقبلية على المصالح الأمريكية في المنطقة.
نقلا عن القدس العربي