سبب اختلاف ساعات التقنين في تشغيل الكهرباء في مدينة دمشق جدلا كبيرا في الشارع السوري، حيث تختلف من منطقة لأخرى مما أثار غضب العديد من السكان الذين يشتكون من عدم العدل في توزيع كمية الكهرباء.
وتناقلت مواقع عدة للتواصل الاجتماعي إشاعات كثيرة حول تطبيق برنامج موحد لتقنين الكهرباء في جميع مناطق دمشق وريفها.
وصرحت مديرة المكتب الصحفي في وزارة الكهرباء التابعة لحكومة النظام “كناز علي” لشبكة عاجل الإخبارية أن الوزارة تحاول تطبيق العدالة في ساعات التقنين في جميع المناطق في دمشق، باستثناء مضخات المياه والمستشفيات والمخابز وغيرها من المرافق الحيوية التي لا تخضع لنظام تقنين .
ومع اقتراب فصل الشتاء يحاول سكان مدينة دمشق تأمين وسائل للتدفئة بعيدا عن الطاقة الكهربائية التي أصبحت من كماليات الحياة، رغم أن المدينة تحت سيطرة قوات النظام لكن وضع الكهرباء يرثى له.
وتعلّل وزارة الكهرباء في دمشق النقص الحاد في كمية الكهرباء بانخفاض كمية الغاز الواردة إلى محطات التوليد، فالمنظومة الكهربائية تحتاج بشكل يومي لتوليد الكهرباء من دون تقنين إلى 30 ألف طن مكافئ نفطي من الوقود ولا يتوافر في محطات التوليد إلا 9 آلاف طن، وترجع الوزارة كمية الانخفاض بالاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها البنى التحتية النفطية من قبل من تسميهم بالإرهابيين، وشهد معمل غاز كونيكو في دير الزور اشتباكات بالقرب منه مما أدى لانخفاض كمية الكهرباء وفرض واقع جديد للتقنين.
وتقول أم أمين القاطنة في أحد أحياء دمشق :” عذر أقبح من ذنب، مسؤولو الكهرباء في دمشق لا يفقهون شيئا سوى التشدق وإدلاء التصريحات التي تشعرنا بالأمل والحقيقة غير ذلك، فلا تكاد ساعات التشغيل تتجاوز 3 ساعات في اليوم، ومعظم ساعات التقنين الجائرة في أحياء دمشق القديمة كالشاغور وباب توما بالإضافة لصحنايا وقدسيا وجرمانا”.
وتضيف أم أمين:” يوجد استهتار واضح من قبل الوزارة والتي تلقي اللوم كعادتها منذ بداية الأزمة على ظروف الحرب، ومن جانب آخر ينعم المسؤولون القاطنون في الأحياء السكنية الفاخرة والراقية كحي أبو رمانة والمالكي بساعات تشغيل إضافية تصل إلى أكثر من 20 ساعة في اليوم، بحجة أنها مناطق أمنية ويوجد فيها عدد من السفارات والوزارات، لماذا يبقون إنارة الشوارع في وضح النهار والشعب أحوج إليها في ظلمات الليل!؟”.
سكان مدينة دمشق يشتكون من عدم العدل في ساعات التقنين في وقت يعاني به سكان الغوطة في ريف دمشق من حصار دامي منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ أصبحت الكهرباء حلما بالنسبة إليهم مستعيضين عنها بوسائل بدائية بديلة للإنارة والتدفئة، كالشموع ولمبات الكاز .
نظام اعتاد على التفرقة بين شعبه مرجحا مصالحه في قائمة أولوياته ليحرم الشعب من أبسط حقوقه الذي لاحول له ولا قوة في ظل سياسة القمع التي يتبعها للنيل منه.
سماح خالد
المركز الصحفي السوري