تعد الكهرباء عصب الحياة بالنسبة للمواطن السوري، وقد اعتبرت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي أحد أبرز المشاكل التي ظهرت وشغلت المجتمع السوري، مع اندلاع الثورة السورية، إذ يمكن الاستغناء عن المحروقات في أكثر المجالات الحياتية في حال وجودها.
وتعد محافظة ادلب مدينة وريفها، الأكثر تضررا من أزمة الكهرباء، التي ودعتها منذ بداية الثورة، كمعاقبة لها من قبل النظام السوري وقيام الطائرات بقصف وتدمير محطات توليد الكهرباء والشبكات الرئيسية والفرعية فيها من جهة، وسرقة الأكبال والأبراج والأعمدة من قبل اللصوص وضعاف النفوس من جهة أخرى.
مولدات الكهرباء كبديل:
بعد هذا الانقطاع الطويل كان لابد من ظهور حل بديل، حتى ظهرت المولدات الكهربائية بأنواعها، وانتشرت بكثرة وغطت معظم قرى وبلدات ريف ادلب ،للاستفادة منها في إنارة المنازل، بالإضافة للمخابز والمشافي وفي مجالات أخرى كبديل عن الكهرباء الرئيسية بعد توقف محطة زيزون التي كانت تغذي ادلب بالكهرباء بشكل كامل.
معرتحرمة من البلدات التي تم تخديمها بالكهرباء عن طريق هذه المولدات، وقد حدثنا أبو عبدو العامل على إحدى المولدات في البلدة، أنه يوجد أربع مولدات تخدم البلدة بشكل شبه كامل، وتم مد شبكة كهرباء من المولدة إلى الأحياء المستفيدة منها، بحيث يتم تخصيص كمية الكهرباء لكل منزل عبر قاطع أمبير حسب الطلب من كل شخص، وأن سعر الأمبير الواحد 1500 ليرة يزيد السعر عند غلاء مادة المازوت، ويتم تشغيل المولدة 3ساعات في الليل فقط.
إلا أنه مؤخراً اجتمع أصحاب هذه المولدات واتفقوا على رفع سعر الأمبير إلى 1800ليرة ،حسب ما اخبرنا به الأهالي، حيث لجأ بعضهم إلى ألواح الطاقة الشمسية التي انتشرت مؤخرا في البلدة كبديل عن المولدات ،رغم كلفتها العالية، للتخلص من ابتزاز أصحاب المولدات وعدم استقرارهم على سعر الأمبير وساعات التشغيل .
ولدى مشاهدتنا لإحدى هذه الألواح على سطح أبو محمد، قال بأنه اشترى هذا اللوح بسعر 160دولار، وله أيضا توابع لتكمل عمله، إذ يحتاج لبطاريتين سعر الواحدة 25 ألف ليرة، ورافع جهد استطاعة 2500مع شاحن بسعر 45الف ليرة، ليصبح المجموع ما يقارب الـ 160 ألف ليرة سورية أي مايعادل 350 دولار .
الحلول لهذه المشكلة :
لجنة تمكين صاحبة المشاريع الأولى في البلدة والتي قدمت مشاريع بقيمة 117الف دولار باستثناء مشروع الكهرباء، وعلى لسان أحد العاملين لديها الأستاذ أبو أحمد، فإن حل مشكلة المولدات الخاصة سيكون قريباً، خلال شهر أو شهرين سيكون هناك اعتماد مشاريع جديدة وأن مشروع شراء مولدات للبلدة سيكون في المقدمة عوضاً عن المولدات الخاصة .
تبقى مشاريع الكهرباء طي النسيان، والتحدي الأكبر الذي يواجه المعارضة السورية وحكومتها المؤقتة، وتبقى الكهرباء بالنسبة للأهالي حلم من الماضي، لكن لابد لهذا الحلم أن يتحقق يوماً .
المركز الصحفي السوري ـ صلاح الحاج أحمد