قــــــراءة فـــــي الصحـــــف
البداية من الصحافة الأمريكية، من مركز “بروكــينغـز” الذي نشر “موسكو تراهن على زيادة حصصها في سوريا وما بعدها”.
تبدو موسكو حريصة على تصوير تدخلها العسكري في سوريا بشكل نجاحا منقطع النظير، فإنقاذ ديكتاتور دمشق المستغيث كان هدف مهم _ لم يكن أبدا الرئيسي _ لانعكاس الإسقاط الروسي, الذي يفترض به إعادة تأسيس روسيا كصاحبة قرار لا بديل عنها في الشرق الأوسط الكبير .
التدريبات العسكرية القادمة في مصر, و المحادثات المتكررة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت مظهر من مظاهر هذا الدور الجديد.
ومع ذلك، فإن الطموح الأكبر لروسيا كان دائما للدخول في محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل المنطقة. فموسكو و بطرق مختلفة عززت موقعها في سوريا لتعيد الولايات المتحدة لطاولة المفاوضات مرارا و تكرارا: واشنطن مهتمة في العمليات المشتركة على الإرهاب, إدارة أزمة اللاجئين, و كسر الحصار عن حلب على سبيل المثال, و روسيا تمتلك أورق ضغط في تلك الحلبة.
القوات الروسية في سوريا و تقدر بحوالي 4500 جندي عرضة للضربات التكتيكية و بالفعل قدمت ضحايا مسبقا, و قد تعرضوا أيضا لأعطال تقنية أدت إلى حوادث طيران, ارتفاع حدة التوتر حاليا يمكن أن تقود الوضع إلى حافة الكارثة.
في بداية الصراع، رأى بوتين استعداد روسيا لاتخاذ المزيد من المخاطر وخاصة بالنسبة إلى أوروبا ميزة سياسية هام، الآن عليه أن يفكر بجدية إلى أين يمكن أن يقوده ميله لتسلق سلم التصعيد.
إدارة أوباما أبدت عدم الاهتمام بمنافسة روسيا في الحلبات العسكرية في سوريا, و الآن على الأغلب ترى بأن هناك بعض المواضع التي تتوافق عندها الأمن الروسي والأمريكي.
فسوريا هي منطقة الحرب الوحيدة التي كان من المحتمل أن يظهر فيها التعاون المشترك, و لكن روسيا أثبتت بأن ذلك لا يمكن. وقد يكون على جون كيري الذي لا يعرف الكلل قبول الحقيقة المحزنة أنه في الوقت الراهن، قد استنفدت خيارات المشاركة البناءة مع موسكو.
أما موقع “بــلومبــورغ” الأمريكي فقد كتب أن الرئيس أردوغان ينظر إلى شمال سوريا ليس كما ينظر الآخرون: “مشروع عقاري ضخم”.
وتشير رؤية أردوغان إلى التزام طويل الأمد بإقامة منطقة في شمال سوريا تحت النفوذ التركي، خالية من الجهاديين والجماعات الكردية، الأمر الذي يجعل هذه العملية واحدة من أكبر التدخلات الخارجية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية. لتحقيق ذلك، تحتاج تركيا إلى التغلب على مخاطر أمنية بالغة الصعوبة والتمويل وتحديات لوجستية، ناهيك عن الأطراف السياسية الأخرى بما فيها روسيا وإيران ونظام الأسد.
وإذا نجح أردوغان، فإن خطته يمكن أن تشكل هدية للمقاولين الأتراك. ولديه متطوع، وهو الشركة الحكومية المعروفة بـ”توكي” الضخمة المسؤولة عن بناء عشرة في المائة من الوحدات السكنية التركية كل عام. ونقل التقرير عن “ارغون توران” رئيس شركة “TOKI” في مقابلة في أنقرة يوم 20 سبتمبر، قوله: “إذا طلبت منا دولتنا القيام بهذا سنفعل، وسوف ننجزه بكل سهولة”.
ويتحدث الرئيس التركي، الذي يحاول جيشه تطهير خمسة آلاف كيلومتر مربع في شمال سوريا من تنظيم الدولة، عن بناء مدن بكاملها عندما يفرغ جنوده من مهمتهم. وفي خطابات دورية، يصف أردوغان، مستقبلاً يعود فيه اللاجئون السوريون إلى شقق يبنيها الأتراك معززة بمدارس ومنشآت اجتماعية. وربما تكون هذه الوسيلة الوحيدة لحمل بعض من ثلاثة ملايين سوري يقيمون في تركيا على العودة إلى بلادهم وبدء عملية إعادة بناء بلادهم.
بدورها عنونت صحيفة الـ “هافينجتون بوست” الأمريكية، “لماذا لن تتخلى إيران عن الأسد؟”
قال الدكتور ماجد رافيزاده، رئيس المجلس الأميركي الدولي، إن إيران لا يمكن أن تتحمل خسارة سوريا، لذلك تستخدم الأسد لترجيح كفة ميزان القوى ضد القوى الإقليمية الأخرى وتعزيز المحور الشيعي.
وأوضح أن أي تغيير جوهري في الهيكل السياسي في سوريا بشكل مباشر وكبير يهدد الأمن القومي الإيراني.
وأضاف أن دور طهران سيستمر في التعمق، وهذا سيزيد من عسكرة وتطرف وتوسيع دائرة النزاع، لافتا إلى أن وجود رئيس إصلاحي في إيران لن يغير من الوضع الراهن.
رغم أن السياسة الإيرانية في سوريا تشكل من قبل المرشد الأعلى وكبار المسؤولين في الحرس الثوري، فإن السياسيين الإيرانيين من جميع الأطياف يوافقون على هذه السياسة.
المركز الصحفي السوري _ صحف