موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين – روشن قاسم
مع استمرار تداعيات نشر موقع “المرصد السوري لحقوق الإنسان” خريطة كردستان سوريا، نسبته الى احد السياسيين الكرد، مرفقا ب”مسودة النظام الأساسي للمرجعية السياسية الكردية في روج آفا، كردستان – سوريا”، ومااثارته من ردود فعل متشنجة وجدلاً واسعا عكسته صفحات التواصل الاجتماعي لسياسيين معارضين عرب وكرد، وصل لدى بعضهم الى حد التهكم تارة والاستهزاء تارة اخرى، عاد الى السطح الحديث عن مخطط تقسيم سوريا الى دويلات.
وكانت مواقع اعلامية نقلت عقب نشر الخريطة انباء عن مطالب كردية بتوفير ممر آمن بين الجزيرة و(كوباني) عين العرب وبدء الأكراد أمس بحفر خنادق أشبه بالحدود حول مدينة كوباني، والدعوة إلى إقامة قاعدة لـ البيشمركة فيها، تحدثت ايضا عن تحضيرات لمقاتلين من العشائر العربية في مدينة تل أبيض (شرق عين العرب) الحدودية مع تركيا، لقتال مقاتلين أكراد إذا حاولوا السيطرة على المدينة العربية التابعة لمحافظة الرقة، وتناقلت معلومات عن مخططات لتنفيذ أكراد سوريا مخططًا سابقًا للتقسيم وإعلان دولة غرب كردستان.
فتيل صراع قومي
فيما تسائل مراقبون عن االاسباب التي دفعت ادراة موقع “المرصد السوري لحقوق الانسان ” اعادة نشر خريطة نشرها نوري بريمو على صفحته الفيسبوكية، وهي في اقل تقدير تعبير عن رايه الشخصي، ونشرها من شأنه اشعال فتيل صراع داخلي، خاصة ان المرصد مختص في رصد انتهاكات حقوق الانسان في سوريا.
ويرد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن يرد على الاتهامات قائلا ان “غاية نشر مسودة الاتفاق بين الفعاليات الكوردية في سوريا والخريطة لاستنتاج الراي العام في سوريا بشكل عام ، خاصة وان موقع المرصد متابع من كافة شرائح الشعب السوري ومكوناته”، منوها “نشرنا الخريطة مع علملنا المسبق من ان الغالبية الساحقة من الشعب السوري والغالبية الساحقة من الكرد هم ضد تقسيم سوريا الى دويلات علوية او كردية او اي تقسيم اخر”، مشيرا الى ان “الفصيل الاقوى او الاكبر تمثيلا كرديا في سوريا هو حزب الاتحاد الديمقراطي الذي اكد اكثر من مرة انه ليس مع تقسيم سوريا وهو مع ادارات ذاتية في كافة المناطق السورية، لذا كان على المرصد طرح هذه الخريطة ليستنتج الراي العام في سوريا حول هذه الخريطة وما يقال عن تقسيم سوريا الى دويلات”، ملفتا الى انه ” هناك الكثير من المناطق التي جاءت في الخريطة ليست ذات غالبية كوردية ومنها مناطق لايوجد فيها كرد بالاساس”.
ولدى سؤاله عن ان الخريطة ارفقت مع مسودة نص الوثيقة بين الطرفين الكرديين والتي لم تتطرق بتاتا الى موضوع التقسيم، بل تضمن الفيدراليات وان نشر هذه الخريطة لاينسجم مع مهام المرصد في رصد الانتهاكات ضد حقوق الانسان، قال “ما نشرناه ليس لاثارة الفتنة والمرصد ينشر كل مايجري من عمليات عسكرية في كوباني ودمشق وباقي المناطق السورية وهل هي من ضمن حقوق انسان، فالمرصد يرصد كل مايجري في سوريا وينشرها للراي العام ومن يريد ان يقول فتنة فاليتحدث الى نوري بريمو ونحن نشرنا الخريطة ونشرنا المسودة”.
واضاف ان “المرصد يتعرض للهجوم من شبيحة المعارضة وشبيحة النظام على حد سواء ونحن بالنهاية وفي كل البيانات التي نصدرها نؤكد اننا مع اقامة دولة ديمقراطية تكفل حقوق كافة مكونات الشعب السوري دون تمييز بين كورده وعربه وكافة الاديان والطوائف، والمرصد هي الجهة الوحيدة التي تتحدث عن انتهاكات في حق كافة مكونات الشعب السوري”.
واشار الى ان “المرصد لم يقل ان الخريطة هي ماتتبناه المرجعية وان خبر المرصد واضح وهو تحت عنوان الخريطة التي نشرها السياسي الكوردي نوري بريمو لما قاله انها كوردستان سوريا ونص المسودة “، مشددا “نحن لم نرصد نوري بريمو بشخصه وانا كسوري انا ضد تقسيم سوريا سواء دينيا وعرقيا “، مؤكدا ان “الكرد هم جزء اساسي من الشعب السوري وهم في مناطقهم فيما بيننا لطالما نسمي مناطقهم باسماءها المعروفة تاريخيا، فعلى سبيل المثال المرصد هو اول من استخدم مصطلح جبل الاكراد في اللاذقية ، على منطقة سلمى فيما كان البعض يسميها بمصيف سلمى اوالمناطق السياحية في شمال اللاذقية، مع العلم اننا نعلم ان اسمها جبل الاكراد وسكانها من القرى الكردية وبعضهم يتحدث اللغة الكردية حتى اليوم”.
وجدد مدير المرصد تاكيده على ان مايروج في وسائل الاعلام عن حفر خنادق في كوباني وغيرها من المناطق الكردية عار عن الصحة “، كاشفا “هناك الكثير من السياسيين من المعارضة العربية نبهتنا الى الخريطة واتصلت عدة مرات للتنبيه الى الخريطة كون من نشرها سياسي كردي ونحن نشرنا الخريطة لنبين ان الغالبية الساحقة من الكرد ليست مع التقسيم ولم نذكر انها خريطة الكرد بل انها الخريطة التي نشرها نوري بريمو، ولم نقل نشرتها القوى الكردية ورصدنا بهذا الصدد تصريح عبد الحميد حج درويش وهومن مؤسسي اول حزب كردي في سوريا و ضد الانفصال”.
لااجندات انفصالية
من جهته عبر المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا ريدور خليل، عن استغرابه من الانباء التي تحدثت عن حفر الكرد خندق حول كوباني ونيتهم فصل الاقليم الكردي عن سوريا وقال ” إنه ادعاء يدعو إلى الضحك لا اكثر، وليس في مستوى الرد عليه”.
و اكد خليل على عدم ” وجود اي توتر بين الكرد والعرب في المنطقة، و ان المعارك هي بين ال ي ب ك(قوات الحماية الشعبية) وداعش في تلك المنطقة، وهو ليس بالامر الجديد، ومدينة تل ابيض هي مدينة كردية تاريخيا وجغرافيا”، مشددا على عدم وجود ” اي اجندات انفصالية لدى الكرد وان كل من يدعي هذه الادعاءات يحاول انما يعطي المشروعية لبقاء داعش في المنطقة بشكل او بآخر”.
واضاف “حربنا هي مع داعش الارهابية وليس مع الاخوة العرب واذكركم بان قسم كبير من قواتنا التي تحارب في محيط تل ابيض (كري سبيه) وريف كوباني هم من فصائل الجيش الحر والاخوة العرب”.
وفي تعليقه عن الخريطة قال “من هو نوري بريمو ليرسم خرائط على هواه وماذا يشكل في المعادلة الكردية”.
وعن حقيقة الانباء عن اقامة قاعدة للبشمركة في المناطق الكردية في سوريا اجاب”نحن في حالة حرب مع داعش والبشمركة موجودين منذ اكثر من 3 اشهر في كوباني ومعركة كوباني لم تنتهي بعد ومن السابق لاوانه التحدث عن قواعد عسكرية وما الى هنالك، اضافة الى ان وجود البشمركة ليس بالامر السري”.
وفيما يخص المطالب بتوفير “ممر آمن” بين الجزيرة وكوباني وامكانية حصول هذا الشيئ
لفت الى ان “كوباني مدينة كردية سورية والجزيرة ايضا منطقة كردية سورية والجغرافية الموجودة بين المنطقتين هي اراضي سورية وهذا طبيعي جدا”.
وعن موقف قوى التحالف الدولي ضد داعش من هذه المطالب كشف قائلا “الهدف من وجود التحالفي الدولي هو ضرب داعش، ونحن عمليا هذا ما نقوم به ولا اعتقد بان يكون رد التحالف متناقضة مع هدفها الاساسي وهو ضرب داعش اينما كان” .
وحول تشكيل عسكري مشترك جديد في كوباني للبدأ بعملية تحرير تل ابيض اكد “عدم وجود
تشكيل عسكري جديد ، لانه هناك تحالف سابق بين ال ي ب ك الجيش الحر في غرفة عمليات بركان الفرات ومازال هذا التحالف قائم ويعمل على الارض”.
وختم المتحدث الكردي حواره محذرا من اثارة ” القضايا الطائفية والعرقية والاثنية والتي لن ينتج عنها سوى الدمار والخراب، واذا كان من يريد ان يشعل مثل هذه الفتنة فبكل تاكيد داعش ومن يمولون داعش سيكونون هم المستفيدون من الفتنة، لانه بالاساس داعش تلعب على هذا الوتر وتعمل عمليا على تطبيقه، ونحن من افشلناها مراراً وتكراراً”، مؤكدا ” التهديد باشعال هذه الفتنة لن يدعنا نتراجع عن قول وفعل الحقيقة التي نؤمن بها كما اننا لن نتساوم على الحقوق القومية والسياسية والجغرافية للشعب الكردي وباقي المكونات الاخرى ايضاً”.
روشن قاسم – اتحاد الديمقراطيين السوريين