تتنادى مجموعة من القوى الوطنية الديمقراطية لإقامة تحالف وطني ديمقراطي واسع يضم أكبر عدد ممكن من الأحزاب والقوى الوطنية الديمقراطية.
وتعلل هذه القوى خطوتها بأن صوت السلاح يعلو على كل صوت في المعركة السياسية بين المعارضة و النظام من جهة وبين المعارضة والارهاب من جهة أخرى، بينما ينوس الصوت السياسي السوري ويضيع بين قعقعة السلاح بسبب ضعفه وتجاهل المنابر السياسية الدولية الفاعلة له. وعدم قدرته على اكتساب مصداقية واحترام من الداخل السوري.
وترى هذه القوى أنه وعلى الرغم من أن المعركة هي سياسية، ونهايتها ستكون سياسية وستفضي لوضع وترتيب سياسي ونظام سياسي، فإن السياسة السورية غائبة، وبينما تناقش القضية السورية على بعض المنابر السياسية الاقليمية والدولية، فإن الصوت السوري يكاد يغيب، عدا أداء ضعيف للائتلاف، لا يلقى التقدير لدى القوى الفاعلية في الأزمة السورية، التي تتذرع بعدم وجود قوى سياسية فاعلة ذات مصداقية تبرهن على قدرتها على إدارة سوريا بعد سقوط النظام، أو حتى المشاركة الكفء والفاعلة في هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بدون الأسد وزمرته الحاكمة.
يتوجه الحوار الآن لاقامة تحالف سياسي يضم هذه القوى الى بعضها في إطار تنظيمي مرن، يبقى على استقلالية كل تنظيم ومجموعة، ويوحد رؤاها المشتركة في القضايا الأساسية، وينسق مواقفها أو يوحد خطواتها العملية ونشاطاتها في الساحة السياسية، بما يسهم في استعادة السياسة لدورها، ويعيد للسوريين دورهم في المشاركة في تقرير مصير بلادهم على كافة المستويات الوطنية والاقليمية الدولية.
تشارك في عملية التشاور أحزاب وقوى سياسية، تشترك فيما بينها في غاياتها واهدافها ورؤاها، وفي خطوطها السياسية العامة، وفي مواقفها من القضايا السياسية الرئيسية التي تواجهها سوريا اليوم، وهي تصارع للخلاص من حكم شمولي استبدادي رزح على كاهلها منذ نصف قرن ونيف، وتشترك في رؤاها حول طبيعة المرحلة الانتقالية ومهامها وتنظيماتها، كما تشترك في توافقها على بناء نظام تعددي ديمقراطي في سوريا القادمة، يضمن الحريات العامة، ويقوم على تداول السلطة عبر صناديق الانتخاب، نظاماً يشمل جميع السوريين، ويمثل على نحو متوازن جميع مكونات المجتمع السوري، دون إقصاء او تهميش. وتثبت هذه القوى مشتركاتها في ميثاق التحالف التي تتوافق عليه.
ترى هذه القوى أن القيمة المضافة لهذا التحالف تكمن في أن تحالفها في جسم واحد إنما يوجه رسالة قوية ويخلق قناعة أعلى لدى السوريين أولا، ثم لدى القوى الاقليمية والدولية ثانيا بقدرة مثل هذا الجسم السياسي الكبير على المساهمة الفعالة مع القوى الحية الأخرى في إدارة سوريا الجديدة، وتمثيله لمختلف مكونات المجتمع السوري دون اقصاء او تهميش، وتتشاور هذه القوى حول أشكال النشاطات المشتركة للقوى المتحالفة مثل تقديم رؤى سياسية جامعة وتحليلات وحلول تجيب على أسئلة كثيرة مطروحة، واتخاذ مواقف وإصدار بيانات مشتركة باسم التحالف تجاه الأحداث الجارية. وفي التواصل مع قوى الشعب السوري ومنظماته السياسية والمدنية على الأرض وفي المخيمات أو بلدان اللجوء، ودعم مطالبهم والعمل على تلبية احتياجاتهم. والعمل على إعادة احياء الحراك الثوري الشعبي داخل سوريا، وتنظيم تظاهرات واعتصامات ولقاءات تعيد للشارع السوري دوره في وجه مساعي الإقصاء، سواء من النظام أم من القوى المتطرفة. والقيام بزيارات للدول ذات الـتأثير في الملف السوري والسعي للعب دور ايجابي مؤثر في سياسات تلك الدول وقيامه بنشاطات مختلفة متنوعة في الداخل السوري وعلى مستوى تواجد المهجرين السوريين في دول الجوار . والقيام بمظاهرات واعتصامات مشتركة في دول العالم أمام سفارات النظام وأمام مقرات الأمم المتحدة أو في شوارع العواصم الكبرى للمطالبة بموقف ما أو تحرك محدد أو لوضع القضية السورية على جدول اعمال الحكومات والمنظمات وغيرها، و بما يساعد في الوصول العاجل لحل سياسي عادل للأزمة السورية، يحقق المطامح التي خرج السوريون من أجلها في آذار 2011. ويبقى الحوا رمفتوح للوصول الى ما يتوافق عليه المتحالفون.
يتوجه الحوار الثنائي الذي بدأ قبل فترة وجيزة لأن ينتهي بتشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر للقوى المتحالفة لإعلان قيام هذا التحالف وتحضير وثائقه، واقراح شكله التنظيمي المناسب وبرنامج عمله في وقت قريب ما أمكن ذلك. وسيكون هذا التحالف مفتوحا لضم قوى جديدة دائما، وليكون تحالفاً لسوريا المستقبل حيث ستكون الحاجة أكثر إلحاحا لهذا التحالف في سوريا الحرة بما سيترتب على الكارثة الحالية من تعقيدات ومهام جسام.
المصدر :المكتب الاعلامي
اتحاد الديمقراطيين السوريين