المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 12/1/2015
لايكاد أي بيت في سورية خالياً اليوم من الفئران و الجرذان، نتيجة للتطورات الزراعية التي حدثت في سوريا خلال العقود القليلة الماضية من عدم استخدام المبيدات والمخصبات الكيميائية، وتوقف برامج مكافحة القوارض من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سوريا، وتكاثر النفايات في الشوارع والساحات وأمام المنازل، كل هذا أدى إلى ارتفاع كثافات بعض الآفات بشكل عام وآفات القوارض بشكل خاص (الفئران و الجرذان)، وقد تزايد عددها بشكل كبير،وهذ ما أكده “المهندس الزراعي ياسين أحمد في ريف إدلب” حيث قال: لقد سببت الفئران أضراراً في المناطق الرعوية ومناطق زراعة المحاصيل الحقلية، ومن أهمها قطع النباتات وإتلاف الجذور والدرنات والثمار وخفض نسبة تجدد المراعي، وقد تسبب خسائر اقتصادية حقيقية لأشجار البساتين المثمرة، ويتمثل الضرر بتقشير لحاء أسفل الساق، كلياً أو جزئياً ، مما يؤدي لموت الشجرة في حالة التقشير الكامل، وتدني إنتاجية الأشجار كماً ونوعاً عندما يكون التقشير جزئياً ، فالجروح التي تحدثها الفئران تشكل مدخلاً لمسببات الأمراض الفطرية والبكتيرية مما يقود لإعاقة نمو الأشجار، وغالباً ما تكون نسبة الضرر على الغراس الصغيرة والشجيرات الفتية أعلى منها بكثير على الأشجار الكبيرة.
وقد أثر فصل الشتاء بشكل سلبي على المدنيين في ازدياد عدد هجمات القوارض بسبب هروب تلك القوارض الى الاماكن الدافئة وتحديدا المنازل وهو ما يؤكده “أبو نزار” من أهالي ريف إدلب الجنوبي عن ازدياد طلب المدنيين على المواد المكافحة للجرذان التي أصبحت تغطي نسبة جيدة من منازل المدنيين خاصة المنازل القديمة مضيفا أن الحلول أصبحت معدومة، بسبب عدم وضع برنامج لمكافحة “الفئران” من قبل الجهات المسؤولة، وأضاف، إننا لانستطيع ترك أي شيء بدون غطاء، من طعام أو غيره حتى لاتهاجمنا الفئران والجرذان، ولقد إستخدمت الكثير من المبيدات ولاكن دون جدوى، والفئران والجرذان تتكاثر وتزداد بشكل كبير جداً.
وقد حذر الأطباء من احتمال تعرض المدنيين للإصابة بمرض الطاعون، بعد ازدياد هجرة القوارض وخاصة الجرذان إلى المناطق السكنية ومهاجمة المدنيين، ويكمن الخطر في حمل احدى القوارض لمرض الطاعون، ونقله لإنسان، مما سيعني كارثة، ستفتك بالألاف حيث سيجد المرض البيئة المناسبة لإنتشاره دون أدنى مقاومة.
إن الحل هو التخلص من هذه القوارض لكن الوضع الصعب للأهالي الذين بات تفكيرهم ينصب على تأمين لقمة العيش قد يحول المهمة السهلة الى أمر مستحيل